القران الكريم |فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

وكذلك النار يومئذ لهؤلاء المجرمين الذين خفَّت موازينهم فهي أمُّهم إذ يؤمُّونها ويهوون فيها فيجدون في حريقها ستراً لآلامهم النفسية وعللهم المعنوية، ويشتدّ عليهم عذاب الحريق، وتتزايد شدَّته حتى يبلغ درجة لا يعودون يشعرون معها بعذاب الضمير والوجدان، فتراهم وقد غابوا بعذاب الحريق ولذع النار عمَّا كانوا يجدونه بأنفسهم من الخزي والعار.

تفسير قوله تعالى: ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم

فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ تفسير بن كثير يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور، وقام الناس من القبور { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} أي لا تنفع الإنسان يومئذ قرابة ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه، قال اللّه تعالى: { ولا يسأل حميم حميما يبصّرونهم} أي لا يسأل القريب قريبه وهو يبصره، ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره، ولو كان أعز الناس عليه في الدنيا ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة، قال اللّه تعالى: { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} الآية. وقال ابن مسعود: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجيء فليأخذ حقه، قال: فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيراً، ومصداق ذلك في كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ""أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود"". وروى الإمام أحمد عن المسور بن مخرمة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني يغيظني ما يغيظها وينشطني ما ينشطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري)؛ وهذا الحديث له أصل في الصحيحين: (فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها).

شبكة الألوكة

6. Maka adapun orang yang berat timbangan (kebaikan)nya, الترجمة الإندونيسية - شركة سابق ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الإندونيسية، ترجمة شركة سابق، عام الطبعة 2016 م. ملاحظة: ترجمات بعض الآيات (مشار إليها) تم تصويبها بمعرفة مركز رواد الترجمة، مع إتاحة الاطلاع على الترجمة الأصلية لغرض إبداء الرأي والتقييم والتطوير المستمر.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة القارعة - قوله تعالى فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية - الجزء رقم31

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدَّقَ بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يصعدُ إلى اللهِ إلا الطِّيبُ، فإنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِه، ثم يُربِّيها لصاحبها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مثلَ الجبلِ" (رواه البخاري). فالصدقة نهج يومي لمن أراد أن يثقل ميزانه يوم القيامة، ومن أراد جبالا من الحسنات فليكثر من الصدقات.

وقد ذكرنا في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من طرق متعددة عنه رضي اللّه عنه أنه لما تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما قال: أما واللّه ما بي إلا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) ""رواه الطبراني والبزار والبيهقي والحافظ الضياء في المختارة وذكر أنه أصدقها أربعين ألفاً إعظاماً وإكراماً""، وروى الحافظ ابن عساكر عن ابن عمر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري). وقوله تعالى: { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحده، قال ابن عباس { فأولئك هم المفلحون} أي الذين فازوا فنجوا من النار وأدخلوا الجنة، { ومن خفت موازينه}: أي ثقلت سيئاته على حسناته { فأولئك الذين خسروا أنفسهم} أي خابوا وهلكوا وباءوا بالصفقة الخاسرة. عن أنس بن مالك يرفعه قال: إن للّه ملكاً موكلاً بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمعه الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفّ ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً ""رواه الحافظ البزار وفي إسناده ضعف"".