خير خلف لخير سلف

تاريخ النشر: الأحد 7 ربيع الآخر 1434 هـ - 17-2-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 198853 39943 0 377 السؤال في إحدى المحاضرات التوعوية في منطقتنا، ذكر الشيخ أن السلف كلمة تطلق على من جاءوا بعد الجماعة، واقتفوا أثرهم؛ أما الخلف فهم من خالفهم، بينما نسمع أحيانا في الدعاء: اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف. بين السلف والخلف - إسلام ويب - مركز الفتوى. فكيف الجمع وما المقصود؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن كلمة "السلف" في اللغة بمعنى السابق والمتقدم في الزمن، ويقابلها: "الخَلَف" بمعنى اللاحق والآتي بعدُ. وأما في اصطلاح العلماء، فإن كلمة "السلف" يُقصد بها: الصحابة رضي الله تعالى عنهم، والتابعون، وتابعوهم؛ أهلُ القرون الثلاثة المفضَّلة، الذين زكَّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. رواه البخاري و مسلم. وهؤلاء السلف الصالحون لهم منهج في الاعتقاد والعمل يميزهم عمَّن عداهم، وكلُّ مَن وافقهم وسار على منهجهم ممن جاء بعدهم، فهذا هو السلفي.

  1. بين السلف والخلف - إسلام ويب - مركز الفتوى

بين السلف والخلف - إسلام ويب - مركز الفتوى

ويُطلَقُ الخلف على من جاء بعد السلف مطلقا، فإن خالفهم في منهجهم في الاعتقاد والعمل فهو خلف مذموم، كما قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}. ولمزيد بيان انظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5608 / 31293 / 44404. وأما قول الداعي في دعائه: "اللهم اجعلنا خير خَلَف لخير سلف" فإنه لا يقصد المعنى الاصطلاحي لكلمة "الخلف" بل يقصد المعنى اللغوي الذي يدور حول التأخر في الزمن، وقد قدَّمنا آنِفًا أن المتأخِّر ينال فضيلة المتقدِّم إذا وافقه في الاعتقاد والعمل. فلا يكون الخلفُ مذموما في كل حالة، إلا إذا تنكَّب منهج السلف الصالحين وحاد عنه. فإذا تقرر هذا، فلا إشكال في أن يسأل الداعي في دعائه أن يكون من خير الخلف. والله أعلم.

عُمان التي تمثل ثاني أكبر مساحة بين دول مجلس التعاون، لم يكن اقتصادها منافساً أو مساوياً لبعض دول المجلس. ولكن الاستقرار والعمل من أجل الوطن أبعد عن عُمان شبح الحاجة، وبحكمة السلطان قابوس وبصيرته الثاقبة، وبالثروة الحقيقية المتمثلة في شعب عُمان الرائع والمخلص حققت عُمان تنمية ملحوظة، وبعزيمة الرجال تم البناء تجاوزاً لقلة الموارد المالية. ولقد كان لانشغال السلطان قابوس عليه رحمة الله بالشأن الداخلي والنأي بالبلاد عن الانخراط في معسكرات سياسية متنافرة، أن جعل من عُمان بلداً مترجماً لمبدأي الحياد الإيجابي وعدم الانحياز، والابتعاد عن المهاترات والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ما أكسبها احترام الدول الكبرى والصغرى وارتباطها بالعالم بعلاقات إيجابية على المستوى الإقليمي والعالمي. وركزت القيادة بفضل التوجيهات السامية للسلطان على العمل الداخلي، وبناء وطن يحب أبناءه فاهتمت بالبنية التحتية التي تكاد تكون مكتملة: المواصلات، الطرق، الكهرباء، المياه، الإسكان، وغير ذلك من مستلزمات الحياة الكريمة. وكانت سياسة «التعمين» التي طبقت بشأن الوظائف التي انخرط فيها الشباب العُمانيون في مستويات مختلفة دونما أنفة أو استكبار، ليس هناك من ينافسهم فيها، هي التي أكسبت عُمان الحب المتبادل بين القيادة والشعب.