فتنة خلق القران

انطلق الوفد الى الشام, فكانوا يستريحون أثناء المسير, و في آخر فترة راحة, حيث لقاء المأمون بات قريبا, علم الإمام أحمد من أحد رجال المأمون أن المأمون قد سل سيفا لم يسله قبل ذلك, و انه -أي المأمون- قد أقسم بقرابته للرسول (ص) بأنه سيقتل الإمام أحمد بذلك السيف ان لم يقل بخلق القرآن. قام الامام الجليل ليصلي, ثم أخذ يدعو. فما أن انتهى الامام من صلاته, فإذ بالأصوات تعلو معلنة موت المأمون. تقرر ارجاع أحمد بن حنبل إلى بغداد, هذه المرة الى السجن حتى ينظر الخليفة الجديد في أمره. فتنة خلق القرآن. و للعلم, فإن المأمون كان ذو علم و فقه, إلا انه قد طغى و استكبر في أمر خلق القرآن و تأذى الناس و العلماء من عمله. و في الطريق إلى العاصمة, مرض محمد ابن نوح و أحس باقتراب أجله. فأوصى الامام أحمد على ثبات الموقف و تقية الله, ثم اشتد عليه المرض و أسلم الروح, رحمه الله. و مضت القافلة في سيرها حتى وصلت الى بغداد, و حبس الامام أحمد في إسطبل, أو كما رجح بعض المؤرخون, في بيت مهجور, و كان مقيدا بالأغلال, ثم اقتيد الى سجن بغداد العام. المعتصم و الامام أحمد أخذ المعتصم مكان أخيه المأمون, و كان محاط بالمعتزلة, فكانوا وزرائه و حاشيته. و المشهور عن المعتصم اهتمامه بأمور الجيش و لم يكن صاحب علم و فقه.

  1. كتب فتنة خلق القرآن - مكتبة نور
  2. 3- القول بخلق القرآن - موسوعة الفرق - الدرر السنية

كتب فتنة خلق القرآن - مكتبة نور

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين.. وبعد.. أحمد بن حنبل (164-241 هـ) الإمام العظيم ، أحد من نصر الله به السنة وأعز به الدين. رفعه الله في أعين العلماء من مشايخه فضلاً عن تلاميذه فمن بعدهم, وهبه الله من كل باب من الفضائل فله في كل باب نصيب. ففي الحديث أمير المؤمنين يحفظ الكم الهائل من المرفوعات والموقوفات والمقطوعات وعدها بألف ألف.. ومع هذا فلا يدلس ولا يحدث إلا عن مقبول في الجملة, سهل الرواية ولا يحدث إلا من كتابه ليكون أضبط. وفي الزهد إمام يُشهد له ، وفي الورع يقارن بكبار الأمة, وفي الجرح معتدل ، وفي الفروع فقيه.. قليل الكلام لا يتكلم إلا لحاجة ،كثير الصمت ، قليل التبسم ، يجله الكبار من مشايخه فهذا يزيد بن هارون (206هـ) الذي هاب المأمون إعلان القول بخلق القرآن وهذا حي خوفاً من الفتنة وإجلالاً له قال يحي ابن أكثم كما في تأريخ بغداد وعنه في سير أعلام النبلاء: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت أن القرآن مخلوق. كتب فتنة خلق القرآن - مكتبة نور. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين، ومن يزيد حتى يتقى ؟ فقال: ويحك! إني أخاف إن أظهرته فيرد علي يختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة.

3- القول بخلق القرآن - موسوعة الفرق - الدرر السنية

وعلى الرغم من شيطنة أهل السنة والجماعة للمأمون والمعتزلة، الذين رموهم بالكفر والخروج عن الملّة، واشتعلت بينهم وبين المعتزلة وغيرها من الفرق فتن لا تعد ولا تحصى على مدى خمسة عشر عاماً، إلّا أنّ لمدرسة المؤرخين الجُدد نظرة أخرى في تلك المسألة، وهي تنافي الحوليات التي لم تهتم سوى بتأريخ أخبار الحكام والملوك وانتصاراتهم العسكرية ، أمّا الحراك الفكري والاجتماعي فلم يهتم به سوى من أعادوا قراءة النصوص التاريخية في عصور لاحقة.

شيء علموه ولم يدعوا الناس إليه أفلا وسعك ما وسعهم. ثم أمر برفع قيوده وأن يعطى اربع مئة دينار ويؤذن له في الرجوع وسقط من عينه ابن أبي دؤاد ولم يمتحن بعدها أحدا. قال الذهبي: هذه قصة مليحة وان كان في طريقها من يجهل ولها شاهد.