وهذا هو عينُ ما سيحدث في اللحظات الأولى من يوم القيامة، عندما يتجلى اللهُ تعالى للكون فيجعله هذا التجلي الإلهي المكثف ينهار ويزول ويتلاشى.
وعليه فعرش الرحمن عرشٌ حقيقيّ، جاء في الكتاب والسنّة أوصافٌ له. فمن صفاته: أنّ له قوائم. وبُرهان ذلك قوله ج: » يُصعقون يوم القيامة، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش » أ خرجه البخاري عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه [3]. ومن صفات العرش أيضًا: أنه سقفُ المخلوقات جميعًا. معنى استوى على العرش { ثم استوى على العرش} - مجتمع الحلول. قال ج: » إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تُفَجَّر أنهار الجنّة » أخرجه البخاري وغيره [4]. والعرشُ محمولٌ تحمله الملائكة وتحُفُّ حوله، وتُسبِّح بحمد ربِّها، كما قال تعالى: ﴿ويحمل عرش ربِّك فوقهم يومئذ ثمانية﴾ (الحاقة: 17)، وقال: ﴿ وترى الملائكة حافِّين من حول العرش يُسبِّحون بحمد ربِّهم﴾ (الزمر: 75). ومن صفات عرش ربِّنا أيضًا: أنه عرشٌ مجيد، كما قال تعالى: ﴿ ذو العرش المجيد * فعَّالٌ لما يُريد﴾ (البروج: 15-16) على قراءة خفض «المجيدِ»، والمجيد هو: الرَّفيع العالي الشريف. ومن صفات عرش ربِّنا: أنه عرشٌ عظيم، كما قال تعالى: ﴿قل من ربُّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتّقون﴾ (المؤمنون: 86-87). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «فوصف العرشَ بأنه مجيد، وأنه عظيم».