قوله: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي) في هذا الحديث جمل من الفوائد ومهمات من القواعد ، فالضمير في قوله: ( يقول صبحكم ومساكم) عائد على منذر جيش. صبحكم الله بكل خير | كلمات رائعة للصباح. قوله - صلى الله عليه وسلم: ( بعثت أنا والساعة) أي بنصبها ورفعها ، والمشهور نصبها على المفعول وقوله: ( يقرن) هو بضم الراء على المشهور والفصيح ، وحكي كسرها. وقوله: ( السبابة) سميت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب. وقوله: ( خير الهدي هدي محمد) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الهاء وإسكان الدال أيضا ضبطناه بالوجهين ، وكذا ذكره جماعة بالوجهين. وقال القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضم ، وفي غيره بالفتح ، وبالفتح ذكره الهروي ، وفسره الهروي على رواية الفتح بالطريق ، أي أحسن الطرق طريق محمد ، يقال: فلان حسن الهدي أي الطريقة والمذهب ، اهتدوا بهدي عمار ، وأما على رواية الضم فمعناه: الدلالة والإرشاد.