إن كل نفس لما عليها حافظ

سورة الطارق سورة الطارق أو سورة والسماء والطارق سورةٌ مكيةٌ بإجماع جمهور علماء المسلمين بسبب تطرُّقها إلى مواضيع السور المكية كالبعث والوعيد للكفار والحديث عن الخلق وآيات الله الربانية في الكون كالنجوم والسماء وما فيها، ويبلغ عدد آياتها سبع عشرة آيةً وتقع جميعها في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، ونزلت بعد سورة البلد وجاء بعدها سورة القمر في ترتيب النزول، واشتملت السورة على آياتٍ ذات معانٍ عظيمة تحتاج إلى تدبّرٍ في خلق الإنسان من العدم وحفظه من قبل الله، وهذا المقال يسلط الضوء على واحدةٍ من هذه الآيات إذ يتطرق إلى تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ. تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ قال تعالى في محكم التنزيل في سورة الطارق: "إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" [١] ، يذكر أهل العلم أن الحرف "إنْ" تحتمل معنييْن هما النفي فيصبح معنى الآية ما كل نفس إلا عليها حافظ، والمعنى الثاني الإثبات فيصبح المعنى إن كل نفسٍ لعليها حافظٌ، وقد تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ أي أنّ كل نفسٍ من البشر من لدن آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة عليها أو معها حافظٌ مُرسلٌ من الله تعالى كي يحفظ هذا العبد من كافة الشرور والمصائب والآفات ويوفِّر له الحراسة الربانية.
  1. الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: "النجم الثاقب"
  2. إن كل نفس لما عليها حافظ

الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: &Quot;النجم الثاقب&Quot;

وقد حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا أبو عبيد، قال: ثنا معاذ، عن ابن عون، قال: قرأت عند ابن سيرين: ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) فأنكره، وقال: سبحان الله، سبحان الله. فتأويل الكلام إذن: إن كلّ نفس لعليها حافظ من ربها، يحفظ عملها، ويُحصي عليها ما تكسب من خير أو شرّ. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. إن كل نفس لما عليها حافظ. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ) قال: كلّ نفس عليها حفظة من الملائكة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ): حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك، إذا توفيته يا ابن آدم قُبِضت إلى ربك.

إن كل نفس لما عليها حافظ

من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: " النجم الثاقب " الحلقة التاسعة عشر بقلم الدكتور: علي محمد الصلابي قال تعالى:" وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" (الطارق، آية: 1 ـ 3).

أقسم الله سبحانه بالسماء والنجم الذي يطرق ليلا, وما أدراك ما عظم هذا النجم؟ هو النجم شيء المتوهج ما كل نفس إلا أوكل بها ملك رتيب يحفظ عليها أعمالها لتجلب عليها يوم القيامة. فلينظر الإنسان المنكر للبعث مم خلق؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست أصعب من خلقه أولا, خلق من مني منصب بسرعة في الرحم, يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت. يوم يختبر السرائر فيما أخفته, ويميز الصالح منها من الفاسد, فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه, وما له من ناصر يدفع عنه عذاب الله. والسماء ذات المطر المتكرر, والأرض ذات التشقق بما يتخللها من نبات, إن القرآن لقول فصل بين الحق, والباطل, وما هو بالهزل ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, وإلا فقد أشرك. إن المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم, وللقرآن, يكيدون ويدبرون, ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل, وأكيد كيدا لإظهار الحق, ولو كره الكافرون, فلا تستعجل لهم- يا محمد- بطلب إنزال العقاب بهم, بل أمهلهم وانظرهم قليلا, ولا تستعجل لهم, وسترى ما يحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك.