ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

قَال: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً). رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في "السنن" (8/227) وبوب عليه النسائي بقوله: "النهي عن استعمال النساء في الحكم " انتهى. فالحديث النبوي الشريف أعلاه ورد في مناسبة تاريخية مُعينة أبلغ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن الفرس كانوا يعيشون حالة من الانهيار السياسي والانحلال الأخلاقي تحكمهم ملكية استبدادية كسروية فاسدة وتسود بلادهم صراعات على السلطة، بلغت بهم حد الاقتتال، وقد أسندوا أمر قيادتهم إلى ابنة كسرى، وذلك تعلقاً من الفرس بأوهام وثنية سياسية لا علاقة لها بشورى ولا رأي جماعي، فكان الحديث وصفاً لحالة الفرس المتردية وقراءة بصيرة في سنن قيام الدول وانحلالها، فهذا إخبار عن حال وليس تشريعاً عاماً، وهذا ما يدل عليه فقه الحديث الشريف. " الواقع الذي نعيشه في عالم اليوم هو أن كثير من النساء هُنَّ لأوطانهن خير من كثير من الرجال، بعض هؤلاء النساء لهن أرجح في ميزان الكفاية والمقدرة السياسية والإدارية من كثير حكام العرب والمسلمين " وسبب فهم وردود الحديث أمر مهم في فهم النص ولا يُؤخذ عموم النص قاعدة مُسَلمة لأنه لو أخذ على عمومه لعارض ظاهر القرآن، فقد قص القرآن قصة امرأة قادت قومها أفضل ما تكون القيادة وحَكمتهم أفضل ما يكون الحُكم.

ما أفلح قوم ولُّوا أمرهم امرأة ! | وما ارسلناك الا رحمة للعالم

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية الكردية عرض الترجمات

الرد على شبهة: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة – شغل مخك – نصرة السنة

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 59957. والله أعلم.

فائدة: هذا الحديث رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: أخبرنا أبو عوانة، قال: أخبرنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يفلح قوم يملك أمرهم امرأة » ثم قال: لا يروى هذا الحديث عن جابر بن سمرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة. اهـ. ولكن ابن جبلة هذا متهم بالكذب، فلا يُفرَح بهذا الشاهد. والله أعلم.