فتوحات عمر بن الخطاب

ولما تمَّ فتح دمشق، ترك أبو عبيدة يزيد بن أبي سفيان في خيله في دمشق، وتوجه مع بقيّة قيادته إلى فحل، وجعل خالد بن الوليد على المقدمة، واشتبك المسلمون مع البيزنطيين في معركة انتهت بهزيمة البيزنطيين، وانتصار المسلمين انتصارًا باهرًا، على الرغم من المياه والأوحال، وانصرف أبو عبيدة مع خالد إلى حمص فصالح أهلها مجددًا على مثل ما صالح به أهل عبيدة زحفه فسار إالى معرة النعمان، وفتحها صُلحًا، وعهد أبو عبيدة بفتح سواحل سورية إلى عبادة بن الصامت، ففتحها عنوة، ثم افتتح انطرسوس وكانت خالية من سكانها، وافتتح جبلة عنوة. أمّا أبو عبيدة فقد سار مع جيشه الذي في مقدمته خالد بن الوليد إلى قنسرين، فغلب المسلمون على أرضها وقراها، وقتلوا ميناس قائد جيش الروم، وصالح أبو عبيدة أهلها على مثل ما صالح أهل حمص، ثم دعاهم إلى الإسلام، فأسلم بعضهم وأقام بعضهم الآخر على النصرانيَّة، ورحل أبو عبيدة إلى حلب، وفي مقدمته عياض بن غنم، وافتتحها صُلحًا، ومن هناك زحف إلى أنطاكيا، واشتبك مع أهلها، وألجأهم إلى المدينة، فصالحوا على الجزية، والجلاء، وما زال أبو عبيدة يفتح المدن حتى بلغ الفرات، وسيّر قواده في بعوث إلى منبج، ودلوك ورعبان وبالس، فافتتحوها صُلحًا.

فتوحات عمر بن الخطاب الحلقه 7

تسرد الحلقة الثانية من برنامج "رجال حول الرسول"، الذي تبثه العربية اليوم الأحد 23-8-2009، في الساعة 5:20 بتوقيت السعودية، قصة حياة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه. إذ لم يَخرُج خليفةٌ مسلمٍ لفتح أيِّ مدينةٍ إلا للقدس. وها هو الخليفةُ الراشديُ الثاني عمرُ بنُ الخطاب، يُسافر من المدينة المنورة في السنةِ السادسةَ عشرةَ للهجرة، متوجها إلى بيت المقدس، فيدخلُ المدينةَ صلحا، بتواضعِ المؤمن، ويُقرُّ فيها الحقوقَ لأصحابِها، ويوُقِّع أولَ وثيقةٍ مع أهل الكتاب من النصارى. كان فتحُ هذه المدينة تتويجا لسلسلةٍ من الفتوحات، بدأت في عهد أبي بكرٍ الصديق، وتوالتْ في عهدِ عمر. يقول الدكتور عائض القرني: في عهد عمر رضي الله عنه اتسعت الدولة الإسلامية وكثر الجيش والسكان فكان يوزع رضي الله عنه القادة فمثلا أبا عبيدة وخالد وشرحبيل بن حسنة وعمر بن العاص و أمثالهم. كتب فتوحات عمر بن الخطاب - مكتبة نور. فتح القدس توجه عمرُ إلى بيت المقدس، وكان اسمُها الروماني إيلياء، فأنفذ الصلح، وكتب لأهلها ما اشتُهِر بالعُهْدَةِ العمرية، وشهد على هذه العهدة قادةُ جيوشِ الفتح. ويقال إن عمرَ عندما دخل القدس فاتحا، وبينما كان داخلَ كنيسةِ القيامة أَذَّن المؤذن للصلاة، فدعا البطريرك "صفرونيوس" الخليفةَ للصلاة داخلَ الكنيسة، لكنه رفض خوفا من اقتداءِ المسلمين به، فيحولوا الكنيسةَ إلى مسجد، فتحول عمرُ إلى مكانِ قريبٍ خارجَ الكنيسة، وأدى الصلاة ليبنيَ المسلون بعدَها مسجدا في تلك البقعة سمى بمسجدِ عمر.

فتوحات عمر بن الخطاب الحلقه 12

ب- موقعة القادسية سنة 15هـ: قصد سعد بن أبي وقاص- رضي اللّه عنه- العراق وهي حينئذ جزء من دولـة الفـرس الكـبرى وكـان خير مثال للقيادة السديدة والسياسة الرشيدة المؤمنة... وِلما أحس الفرس بالخطر القادم عليهم جمع مَلِكَهم (يزدجرد) جيشاً كثيراَ قَدَّرَه المؤرخون بثمانين ألفا من الجنود المدربين في أحسن عُدَّة وعَتَاد... وكان قائدهم عسكرياً مجرباً هو (رستم) وكان مع الجيش ثلاثة وثلاثون فيلاً.

وأسّس سعد مدينة الكوفة، ثم توغل واستولى على الحدائق قرب دجلة، وهرب يزدجرد وجمع حوله جيشًا من جديد، وتبعه سعد وأوقع به وبجيشه وأسر إحدى بنات كسرى، وقتل عددًا كبيرًا منهم، ومن أثر ذلك أن أعتنق الدهاقون الإسلام، فأقرهم الخليفة عمر على ما بيدهم، ورفع عنهم الجزية، فهرب يزدجرد إلى خراسان، وأرسل الخليفة عمر مجموعة من القادة ففتحت نهاوند، والأهواز وقم وقاشان وأصبهان والري وطبرستان صُلحًا، وفتحت أذربيجان عنوةً، وتوقفت الفتوحات باستشهاد الخليفة عمر.