إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - القول في تأويل قوله تعالى " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء "- الجزء رقم16

ذكر من قال: قائل ذلك له المرأة. 19444 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال: قاله يوسف حين جيء به ، ليعلم العزيز أنه لم يخنه بالغيب في أهله ، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين. فقالت امرأة العزيز: يا يوسف ، ولا يوم حللت سراويلك؟ فقال يوسف: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). ذكر من قال: قائل ذلك يوسف لنفسه ، من غير تذكير مذكر ذكره ولكنه تذكر ما كان سلف منه في ذلك. 19445 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) ، هو قول يوسف لمليكه ، حين أراه الله عذره ، فذكر أنه قد هم بها وهمت به ، فقال يوسف: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) ، الآية.

  1. وما أبرئ نفسي ان النفس
  2. وما ابرئ نفسي
  3. وما أبرئ نفسي إنني بشر

وما أبرئ نفسي ان النفس

القول في تأويل قوله تعالى: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ( 53)) قال أبو جعفر: يقول يوسف صلوات الله عليه: وما أبرئ نفسي من الخطأ والزلل فأزكيها ( إن النفس لأمارة بالسوء) ، يقول: إن النفوس نفوس العباد ، تأمرهم بما تهواه ، وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله ( إلا ما رحم ربي) يقول: إلا أن يرحم ربي من شاء من خلقه ، فينجيه من اتباع هواها وطاعتها فيما تأمره به من السوء ( إن ربي غفور رحيم). و " ما " في قوله: ( إلا ما رحم ربي) ، في موضع نصب ، وذلك أنه استثناء منقطع عما قبله ، كقوله: ( ولا هم ينقذون إلا رحمة منا) [ سورة يس: 43 ، 44] بمعنى: إلا أن يرحموا. و " أن " ، إذا كانت في معنى المصدر ، تضارع " ما ". [ ص: 143] ويعني بقوله: ( إن ربي غفور رحيم) ، أن الله ذو صفح عن ذنوب من تاب من ذنوبه ، بتركه عقوبته عليها وفضيحته بها " رحيم " ، به بعد توبته ، أن يعذبه عليها. وذكر أن يوسف قال هذا القول ، من أجل أن يوسف لما قال: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال ملك من الملائكة: ولا يوم هممت بها! فقال يوسف حينئذ: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). وقد قيل: إن القائل ليوسف: " ولا يوم هممت بها ، فحللت سراويلك "!

فقال: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19438 - حدثنا الحسن قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن الحسن: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) قال جبريل: يا يوسف اذكر همك! قال: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19439 - حدثني يعقوب قال: حدثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، في قوله: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال: هذا قول يوسف قال: فقال له جبريل: ولا حين حللت سراويلك؟ قال فقال يوسف: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) ، الآية. 19440 - حدثني المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، بنحوه. 19441 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ذكر لنا أن الملك الذي كان مع يوسف ، قال له: اذكر ما هممت به. قال نبي الله: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19442 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال: بلغني أن الملك قال له حين قال ما قال: أتذكر همك؟ فقال: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي). 19443 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عكرمة ، قوله: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال الملك ، [ ص: 146] وطعن في جنبه: يا يوسف ، ولا حين هممت؟ قال: فقال: ( وما أبرئ نفسي).

وما ابرئ نفسي

فإن قيل: جعل هذا الكلام كلاما ليوسف أولى أم جعله كلاما للمرأة ؟ قلنا: جعله كلاما ليوسف مشكل ، لأن قوله: ( قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق) كلام موصول بعضه ببعض إلى آخره ، فالقول بأن بعضه كلام المرأة والبعض كلام يوسف مع تخلل الفواصل الكثيرة بين القولين وبين المجلسين بعيد ، وأيضا جعله كلاما للمرأة مشكل أيضا ؛ لأن قوله: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) كلام لا يحسن صدوره إلا ممن احترز عن المعاصي ، ثم يذكر هذا الكلام على سبيل كسر النفس ، وذلك لا يليق بالمرأة التي استفرغت جهدها في المعصية. المسألة الثانية: قالوا: " ما " في قوله: ( إلا ما رحم ربي) بمعنى " من " والتقدير: إلا من رحم ربي ، و " ما " و " من " كل واحد منهما يقوم مقام الآخر كقوله تعالى: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) ( النساء: 3) وقال: [ ص: 126] ( ومنهم من يمشي على أربع) ( النور: 45). وقوله: ( إلا ما رحم ربي) استثناء متصل أو منقطع ، فيه وجهان: الأول: أنه متصل ، وفي تقريره وجهان: الأول: أن يكون قوله: ( إلا ما رحم ربي) أي: إلا البعض الذي رحمه ربي بالعصمة كالملائكة. الثاني: إلا ما رحم ربي ، أي: إلا وقت رحمة ربي يعني أنها أمارة بالسوء في كل وقت إلا في وقت العصمة.

قال جبريل ، أو ملك: ولا يوم هممت بما هممت به؟ فقال: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19432 - حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، بنحوه إلا أنه قال: قال له الملك: ولا حين هممت بها؟ ولم يقل: " أو جبريل " ، ثم ذكر سائر الحديث مثله. 19433 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا محمد بن بشر ، وأحمد بن بشير ، عن مسعر ، عن أبى حصين ، عن سعيد بن جبير: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال فقال له الملك أو جبريل: ولا حين هممت بها؟ فقال يوسف: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19434 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن ابن أبي الهذيل قال: لما قال يوسف: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال له جبريل: ولا يوم هممت بما هممت به؟ فقال: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). 19435 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن ابن أبي الهذيل ، بمثله. 19436 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا عمرو قال: أخبرنا مسعر ، [ ص: 145] عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، مثل حديث ابن وكيع ، عن محمد بن بشر وأحمد بن بشير سواء. 19437 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار ، وزيد بن حباب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن الحسن: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ، قال له جبريل: اذكر همك!

وما أبرئ نفسي إنني بشر

وما أبرئ نفسى غير متاح 40. 00 ج.

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 30/7/2019 ميلادي - 28/11/1440 هجري الزيارات: 12191 ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ صدق التوبة مع الله إنني أحاول أن أحفظ القرآن وأنا في سن السبعين من العمر، رغم الصعوبة في الحفظ، ولكني أجد السهولة في الحفظ بعد التدبر والتمعُّن في الآيات وواقعها في الحياة، وقد انتابتني هذه الخاطرة في نفسي عند التوقف لتدبر: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53]. فهي تعبير قوي عن "صدق التوبة مع الله" ، وتصالح الإنسان مع نفسه، إنها من أعظم ما يمن الله به على عبده في هذه الحياة الدنيا، بها راحة البال والسكينة في كنف الله خاصة في أمواج الظلام والشر المنتشرة في هذه الحياة في هذا العصر: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]. وفي القرآن مثال من واقع الحياة العملية في سورة يوسف، لصدق توبة امرأة العزيز، بكلمات رائعة صادقة تعبِّر عن هذا الصدق في التوبة، كلمات تهز رُوح الإنسان وتخاطب وجدانه وأحاسيسه؛ ﴿ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 51 - 53].