عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القُرشي، صحابي من صحابة محمد بن عبد الله نبي الإسلام وابن عمه الذي قال له: «يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ حُبًّا لِقَرَابَتِكَ، وَحُبَّا لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ حُبِّ عَمِّي إِيَّاكَ». وأخ علي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب وهو أسن منهما، ووالد مسلم بن عقيل، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة وُلِد في مكة المكرمة عام، يُعرف عنه أنه أعلم قريش بأنسابها، وكان أحد أربعة تحتكم إليهم قريش في منازعاتها وهم: عقيل، ومخرمة، وحويطب بن عبد العزى، وأبو جهم بن حذيفة. شَهِد عقيل غزوة بدر مع قبيلة قريش مكرهًا فأُسر ففداه عمه العباس بن عبد المطلب ثمّ رجع إلى مكة. أسلم عام الفتح، وقيل بعد الحديبية، وهاجر إلى المدينة أول سنة ثمان من الهجرة، وهو آخر أخوته إسلامًا، شارك في غزوة مؤتة ومرض بعدها فلم يسمع له بعدها بذكر في فتح مكة والطائف، وقيل بأن عقيل أسلم قديماً ولم يهاجر. وكان ممن ثبت في غزوة حنين مع الرسول محمد. عُرِف عنه فصاحة لسانه، وجوابه الشديد والمُسكت؛ قال فيه الجاحظ: «كان عقيل بن أبي طالب ناسبًا عالمًا بالأمهات بين اللسان شديد الجواب لا يقوم له أحد».
أثره في الآخرين: أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب قال محمد بن عمر إنما هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب ولكنه كان يلزم عقيلا فنسب إلى ولايته وكان شيخا قديما قد روى عن عثمان بن عفان وأبي هريرة وأبي واقد الليثي وكان ثقة قليل الحديث روى عنه: ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد وموسى بن طلحة والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وأبو صالح السمان. ورد له ذكر في كتب الحديث مثل كتب البخاري والنسائي وابن ماجه، حيث روى عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم. بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم: عن عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالو: يا أبا طالب إن ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل. فقال لي: يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس - بيت صغير - من أكباس أبي طالب فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى أبي طالب فقال له أبو طالب: يا ابن أخي والله ما علمت إن كنت لي لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإن رأيت أن تكف عنهم.
((عَقِيل بن أَبي طَالِب، واسم أَبي طالب: عَبْد مَنَاف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القُرَشي الهاشمي)) أسد الغابة. ((عَقيل بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيّ)) الطبقات الكبير. ((ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَخو علي وجعفر لأَبويهما، وهو أَكبرهما، وكان أَكبر من جعفر بعشر سنين، وجَعْفَر أَكْبرُ من عَلِيّ بعشر سنين، قاله محمد بن سعد وغيره. )) أسد الغابة. ((أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ. وكان أسنّ بني أبي طالب بعد طالب ولا بقيّة له، وأمّه أيضًا فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكان أسَنّ من عَقِيل بعشر سنين وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين وكان جعفر أسنّ من علي بعشر سنين. فعليّ كان أصغرهم سنًّا وأوّلهم إسلامًا)) ((كان لعقيل بن أبي طالب من الولد: يزيد، وبه كان ُيكْنَى وسعيد وأمّهما أمّ سعيد بنت عمرو بن يزيد بن مُدْلِج من بني عامر بن صَعْصَعَةَ وجعفر الأكبر وأبو سعيد الأحول وهو اسمه وأمّهما أمّ البنين بنت الثُّغَر، وهو عمرو بن الهصار بن كعب بن عامر بن عبد بن أبي بكر، وهو عُبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
سؤال عن عقيل بن أبي طالب السلام عليكم شخينا الجليل ما صحة هذه الرواية ؟ وما رأيكم في شخصية عقيل بن أبي طالب ؟ إني لأحبك يا عقيل حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الرواية مروية بعدة ألفاظ وطرق ضعيفة، لكنها مشهورة. وهو يكبر عليا عليه السلام بعشرين سنة، وجعفر يكبر عليا ع بعشر سنين. أبرز ما يعاب على عقيل: أولا: دعوى مشاركته الكفار في حرب بدر ضد النبي ص: وأجيب عنه بما رواه غير واحد منهم القاضي النعمان في شرح الأخبار مرسلا عن علي ع عن رسول الله ص أنه قال: (إنّ بني عبد المطلب قوم أخرجوا كرهاً ولم يريدوا قتالكم، فمن لقي منكم أحداً فلا يقتله إن قدر عليه وليأسره، وليأت به أسيراً) الحديث، وكان فيهم العباس عم النبي ص وعقيل ابن عمه. ثم روي أنه شارك رسول الله في غزواته وثبت يوم حنين مع رسول الله ص. وفي طبقات ابن سعد أن عقيلا: "شهد غزوة مؤتة، ثمّ رجع، فعرض له مرض، فلم يسمع له بذكر". ولعل المرض هو كف بصره كما يدل عليه أكثر نص ورواية. وفي إسلامه روايات أخرى منها أنه بعد الحديبية ومنها أنه يوم الفتح وعد من الطلقاء في صحيحة سدير في الكافي. الثاني: دعوى قوفه في صف معاوية والخلاف فيه قديم، قال ابن أبي الحديد: «واختلف الناس في عقيل هل التحق بمعاوية وأمير المؤمنين حيّ؟ فقال قوم: نعم، ورووا أنّ معاوية قال يوماً وعقيل عنده: هذا أبو يزيد لولا علمه أنّي خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه, فقال عقيل: أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسأل الله خاتمة خير, وقال قوم: إنّه لم يعد إلى معاوية إلّا بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام واستدلّوا على ذلك بالكتاب الذي كتبه إليه في آخر خلافته والجواب الذي أجابه عليه السلام … وهذا القول هو الأظهر عندي».
((روى عنه ابنه محمد، والحسن البصري، وغيرهما. وهو قليل الحديث. أَخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أَبي حبة بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد قال: حدثني أَبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إِسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمد بن عَقِيل قال: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا لَهُ: "بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِيْنَ". فَقَالَ: مَهْ! لاَ تَقُولُوا ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْنَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: "قُولُوا: بَارَكَ الله لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيْهَا" (*). ((من حديثه عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال: "يُجْزِئُ مُدٌّ لِلوُضُوءِ وَصَاعٌ لِلْغُسْلِ" (*) ـــ رواه يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جدّه. ((لعقيل حديثٌ كامل، أخرج له النسائي وابْنُ ماجه حديثًا)) ((قال ابن سعد: قالوا: مات في خلافة معاوية. قلت: وفي تاريخ البخاري الأصغر بسنَدٍ صحيح أنه مات في أَوَّل خلافة يزيد قبل الحَرَّة. )) الإصابة في تمييز الصحابة.