القسم الثالث هم من لم يلازمه دائماً، بل كان يأتي لحلقة الدرس أحياناً، ومنهم: الأمير محمد بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي وناصر البكر وعبد الله بن عقيل وأحمد الحميدان وعبد الرحمن بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ. أسرته له ثلاثة أخوة مرتبين حسب العُمر: عبد الله بن إبراهيم. عبد اللطيف بن إبراهيم. وقد كان من البارزين في علم الفرائض. عبد الملك بن إبراهيم. وقد كان رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة وقد مات ساجداً في الحرم المكي. أما زوجاته تزوج الشيخ ست مرات، وأول زواجٍ له كان في سنة 1335 هـ تقريباً وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ومات وفي عصمته ثلاث زوجات هُنَّ: أم عبد العزيز ابنة عبد الرحمن آل الشيخ وهي والدة الشيوخ (عبد العزيز وإبراهيم وأحمد). أم عبد الله و هي نورة بنت عبد الرحمن بن ناصر الناصر والدة الشيخ د. عبد الله وشقيقته. وزوجته منيرة ابنة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز القفاري قاضي التمييز ورئيس المحكمة المستعجلة بالرياض من بني تميم تزوجها وهي في سن صغيرة توفي وهي على ذمته. وله خمسة أبناء مرتبين حسب العُمر: عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. إبراهيم بن محمد آل الشيخ.
هؤلاء بعض تلامذته، ويدرك القارئ الكريم، غزارة علمه، وجلال قدره، بمدى هذا الكم الهائل ممن أخذ عنه وقصد إليه من مختلف البلاد. يعد الشيخ ابن محمود أشهر فقيه في الديار النجدية في عهده. كما كتب عنه العلماء. توفي الشيخ محمد بن محمود في عام 1335ه وصلى عليه الملك عبدالعزيز في جامع الرياض الكبير ودفن في جبانة العود. لُّقب بألقاب شتى أطلقها الناس عليه تدل على مدي علمه وفقه ومنها: 1- (خطام الصعب) أي حلال المشاكل الصعبة. 2- (المنقاش: لقب أطلقه عليه الناس والناس لاستخراجه المسائل الدقيقة خصوصاً القضايا الفقهية. 3- (ملحق الأصاغر بالأكابر). ويقصد به أنه حينما يدرس على يده طالب علم يكون له العلم الغزير، والتقى والورع والهيبة والوقار. 4- ( حاتم) مع قلة ما في اليد. وله قصص كثيرة منها أن رجلاً من أهل ملهم جاء للرياض لطلب الرزق فوجد رجلا يصيح ويئن في بئر، وكان معه خنجراً فجعلها حول البئر وحينما ذهب يأتي بحبل لكي يخرجه من البئر سقط الخنجر على رأس الرجل فمات، فذهب الرجل إلى المشائخ في الرياض وتنقل بينهم والكل أفتوه بأن ( عليك الدية). فأرشد إلى الشيخ محمد بن محمود فذهب إليه فقال له: يا بني أأنت مقتدر ؟ قال: لا، فأعطاه قصاصة ورق مكتوب فيها ماعلى المحسنين من سبيل.
ومن عيون المراثي النجدية قصيدة أحد تلامذته الشاعر الشيخ حسين بن علي بن نفيسة بقوله: زمان الأنس عنا قد تولى وبدّلناه بالهم النكيد فأبكوا شيخكم يأهل نجد على الإطلاق ذي الخلق الحميد أبا محمود ذو فضل وعلم كفضل القائمين على القعيد ترى الطلاب عاكفه عليه يجنون المسائل كالورود ربوع الشيخ أمست دارسات وقد كانت تكظ من العديد أرانا مفجعين بكل عام لنا جبر بوارى في اللحود ويا مولاي أورده جنان مع الأبرار في دار الخلود وإذا كان من خاتمة تقال. فإن الكاتب يعُّد ترجمة حافلة للمترجم له وستخرج عما قريب بحوله تعالى وقد شملت ترجمته، ومشائخه، وتلامذته. مع الحديث عن مسقط رأسه، وأسباب تلقبه بفقيه العارض، والإشارة إلى مقدمة لبلدان العارض ومما كتبت عن جبل العارض انه جبل على شكل هلال بين بحور من الرمال الذهبية التي تحيط به من كل جهاته وكان اسمه قديماً جبل العارض ويسمى اليوم طويق وطوله 1000كلم من ثنيه الغاط شمالا إلى ان يندفن في سليل في رمال الربع الخالي جنوباً وعرضه 25كلم من ثنية القديمة غربا إلى سد تمار جنوباً وارتفاعه 600قدم وله أنوف بارتفاع 1300قدم. ثم تكلم عن مشاهير رجال ونساء العارض وعن ابل وخيل وصقور العارض وعن محبة الملك عبد العزيز رحمه الله لأهل العارض وكان يجعلهم في مقدمة جيوشه وينتخي بهم في ساحات الوغى وبجعل البادية عن يساره وعن يمينه ويجعل أهل العارض في صدر الجيش وفي مقدمته وكان الملك عبد العزيز رحمه الله يجعل أهل العارض عن يمينه إذا أتت الوفود للسلام عليه.
ومما نقل عنه قوله: (وأَنا أَقص الآن قصة عبدالرحمن البكري من أهل نجد، كان أَولاً من طلاب العلم على العم الشيخ عبدالله(13) وغيره، ثم بدا له أَن يفتح مدرسة في عمان يعلم فيها التوحيد من كسبه الخاص فإذا فرغ ما في يده أخذ بضاعة من أَحد وسافر إلى الهند، وربما أخذ نصف سنة في الهند. قال الشيخ البكري: كنت بجوار مسجد في الهند وكان فيه مدرس إذا فرغ من تدريسه لعنوا ابن عبدالوهاب، وإذا خرج من المسجد مرَّ بي وقال: أَنا أُجيد العربية لكن أحب أَن أَسمعها من أَهلها، ويشرب من عندي ماءً باردًا. فأَهمني ما يفعل في درسه، قال: فاحتلت بأَن دعوته وأَخذت (كتاب التوحيد) ونزعت ديباجته ووضعته على رف في منزلي قبل مجيئه، فلما حضر قلت: أَتأْذن لي أَن آتي ببطيخة. فذهبت، فلما رجعت إذا هو يقرأُ ويهز رأْسه فقال: لمن هذا الكتاب؟ هذه التراجم شبه تراجم البخاري هذا والله نفس البخاري؟! فقلت لا أدري، ثم قلت أَلا نذهب للشيخ الغزوي لنسأَله -وكان صاحب مكتبة، وله رد على جامع البيان- فدخلنا عليه فقلت للغزوي كان عندي أَوراق سأَلني الشيخ من هي له؟ فلم أَعرف، ففهم الغزوي المراد، فنادى من يأْتي بكتاب (مجموعة التوحيد) فأُتي بها فقابل بينهما فقال هذا لمحمَّد بن عبدالوهاب.