حتى يكتب عند الله كذابا

فمن كثر صدقه فإنه يكون صديقاً، كما أن من كثر تصديقه لربه ولنبيه ﷺ لما جاء عن الله، فإنه يكون صديقاً، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. حتي يكتب عند الله كذاباً - رقيم. قوله: وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، الفجور كل عمل قبيح، كل معصية لله  ، يدله الكذب عليه؛ لأنه حينما يكذب صار له أكثر من وجه، وأكثر من حال، وصار ظاهره يخالف باطنه، فهو يتملص من مواقف الحرج، ويدخل في مواطن الريب، بسبب هذا الكذب الذي استمرأه، فيراوغ. يعطيك من طرف اللسانِ حلاوةً ويروغُ منكَ كما يروغ الثعلبُ فلا تعرف له وجهاً من قفا، فمثل هذا لا تتصور كيف يرديه هذا الكذب ويلقيه في أودية الهلكة. وإن الفجور يهدي إلى النار ، لأن العمل السيئ هو الذي يدخل النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ، يكذب يعني لا يزال يكذب، ويستمر ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، أي: يحكم عليه بذلك، ويوصف به، ولربما أُلقي ذلك في قلوب الخلق؛ لأن الله  إذا أبغض عبداً نادى جبريل بأنه يبغضه، فيبغضه أهل السماء، ويجعل له الكراهية في الأرض، كما أن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً، فيحبه، ويحبه أهل السماء، ويجعل له القبول في الأرض [2]. فهذا الإنسان الكذاب لا يؤمن عليه أن يقع في مثل هذا، فالناس إذا رأوه تذكروا الكذب بل أكثر من هذا، إن من أعطاه الله  شيئاً من الفراسة فإنه يعرف الكذابين بوجوههم؛ لأنه ما أخفى سريرة إلا أظهرها الله على صفحة وجهه، وفلتات لسانه، فالوجه مرآة لما يكنه الإنسان في داخله، فيظهر عليه أمارات الخير والصلاح والفجور والمعصية، حتى إن الإنسان أحياناً لا يستطيع أن ينظر إلى بعض الوجوه لما يرى فيها من الظلمة، وهذا شيء مشاهد، وأهل الصدق يظهر ذلك في وجوههم، ويظهر في أعمالهم، ويظهر ذلك في أقوالهم، والناس يميزون بين الصادق وبين غير الصادق بمجرد نبرته أو لهجته، فإذا تكلم عرفوا أنه صادق.

  1. حتي يكتب عند الله كذاباً - رقيم
  2. حتى يكتب عند الله كذابا

حتي يكتب عند الله كذاباً - رقيم

قوله: ( وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعبد الله بن الشخير وابن عمر) أما حديث أبي بكر [ ص: 92] فأخرجه ابن حبان في صحيحه مرفوعا: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ، وأما حديث عمر ، وحديث عبد الله بن الشخير فلينظر من أخرجهما ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه الترمذي بعد هذا. قوله: ( هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان وغيرهما. [size=29]وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كيفية التسجيل فى منتدى هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكى طريقة التنزيل من المنتدى خطوة بخطوة الهارد الشامل والمتكامل لقسم ميكانيكا ****************************************************** حتى يكتب عند الله كذابا صفحة 2 من اصل 1 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى منتدى هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكى:: المنتديات العامة والإسلامية:: المنتدى الإسلامى:: منتدى الموضوعات الدينية انتقل الى:

حتى يكتب عند الله كذابا

فإذا صدق فإن ذلك يقوده إلى الثبات على الحق في أموره كلها، ولذلك كان الكذب في أصل منشئه في داخل الإنسان إنما هو بسبب ضعف وجبن في هذا الإنسان الذي يكذب، فهو لا يستطيع أن يواجه، وبالتالي فإنه يلجأ إلى الكذب ليتخلص من الإحراج، أما الصادق فإنه لا يأتي إلا إلى كل فعل جميل، وإلى كل قول جميل، وإلى كل خلق جميل، بحيث إنه لا يحتاج إلى أن يعتذر، فهو لا يقصر في حقوق الخلق من والد وولد وقريب وجار وما أشبه ذلك، ثم يلجأ بعد ذلك إلى الكذب ليتخلص من الحرج. فإذا التزم الصدق قاده ذلك إلى أداء ما افترضه الله  عليه، ثم هو لا يفعل القبائح، ولا يدخل في مداخل الرِّيَب؛ لأنه يعد للسؤال جواباً، فهو صادق في كل حالاته، ظاهره كباطنه، قوله يصدق عمله، وبالتالي فإن هذا الإنسان ليس بحاجة إلى الكذب ليتخلص من الحرج. حينما يُسأل ماذا كنت تفعل في المكان الفلاني؟ أين ذهبت في الساعة الفلانية؟ فالكذاب استمرأ الكذب فالجواب عنده جاهز، يلفق، أما الصادق فإنه لا يفعل ذلك ولا يلجأ إليه.

إذا قلت أن الكذب آفة ومرض، لن تكون هذه أحد صيغ المبالغة، بل سيكون هذا وصف دقيق لما أراه في الكذب من إدمان بالمعني الحرفي. الكذب هو أكثر الصفات التي أكرهها منذ الطفولة، وأحد الأشياء التي لا أتغاضي عنها إذا وجدت في شخصٍ ما، وليس هناك شك أننا كلنا نكذب في حين أو الآخر، وليس منا شخصٌ صادق بنسبة ١٠٠٪، ولكن الخطورة هنا تكمن في أن تتطور هذه الصفة فيك إلي أن تصبح أسلوب حياة. سبب كتابتي لهذا المقال في هذا الوقت بالتحديد، أنني قابلت شخصاً لا تخلو كل جملة يقولها من الكذب، يكذب بسبب وبدون سبب، كرد فعل تلقائي، بل هو يكذب ثم يفكر لماذا كذب، يكذب علي كل من حوله وعلي نفسه حتي، وقد يصل مجموع كذبه إلي ثلاثة آلاف كذبة كحد أدني. عندما نظرت إلي سلوكه وكيف أن كل من يعرفونه يعرفون أنه كاذب ولا يصدقونه في أي شئ مهما كان بسيطاً، تذكرت حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما قال: ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا.