نصير الدين الطوسي Pdf

يقول المؤرّخ حسن الأمين في كتابه (الإسماعيليّون ونصير الدين الطوسي): "وقد عرفت مؤلّفاته بسهولة العبارة، والخلوّ من تعقيداتها، والتّهذيب، وتنقيح المعاني، وبعدها عن الحشو والزّوائد الخالية من المعاني". ويشير المؤلّف إلى مسألة إبقاء هولاكو المغولي للشَّيخ نصير الدّين الطّوسي، بالنّظر إلى سمعته العلميَّة وحاجته إليه، بالرّغم من الألم والمعاناة النفسيّة للشّيخ، لاحتلال المغول بلاد المسلمين وفتحها. ويعرض المؤلّف لفترة تأليف الطوسي لرسائله، وتفرّغه للتّصنيف في قلاع الإسماعيليّين قبل سقوطها بيد المغول. في الفصل الثَّاني من الكتاب، حديث عن الحقبة السياسيَّة الّتي عاشها الطّوسي إبَّان الغزو المغولي لبلاد المسلمين، فقد كانت الخلافة العباسيَّة في بغداد في أوج ضعفها، وكان الوضع الاجتماعي والاقتصادي ضعيفاً ومترهّلاً، فاستغلَّ المغول هذا الضَّعف، وبدأوا سيطرتهم على بلاد المسلمين، وكان الطّوسي يعاني جرّاء ضعف المجتمع الإسلاميّ وفقدانه القدرة على التصدّي للغزو المغولي. جامعة نصير الدين الطوسي للتكنولوجيا - ويكيبيديا. ويعرض المؤلِّف لرسالة هولاكو إلى الخليفة، إذ تبيّن السّطوة والقوّة للمغول، في وقتٍ كانت بغداد في أضعف حالاتها.. هنا حاول الشّيخ الطوسي أن يستغلَّ علاقته بهولاكو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلامي، ويشير المؤلّف إلى تفرّغه لبناء مرصدٍ فلكيّ في مدينة "مراغة".

جامعة نصير الدين الطوسي للتكنولوجيا - ويكيبيديا

كتاب "نصير الدّين الطوسي، حياته وآراؤه السياسيَّة والفلسفيّة"، للشَّيخ محمّد حسن درّة، تحقيق وتقديم الدكتور الشّيخ أحمد محمد قيس، في طبعته الأولى العام 2015، صادر عن دار الملاك للطّباعة والنّشر. يتناول الكتاب محطَّات غنيَّة وزاخرة من حياة علمٍ من الأعلام العملاقة في الفكر والمعرفة والعلم والفلسفة، والَّتي تركت آثارها على مدار قرون، ألا وهو الشّيخ نصير الدّين الطّوسي، الَّذي لمع نجمه في سماء الفكر والحكمة الإنسانيّين. ففي زمان هذا العَلَم الفذّ، كان العقل ونتاجه في أوج عطائه، في مقابل ما أُريد للمرحلة آنذاك من جمود وضيق أفق.. من هنا، كانت أهميّة الطوسي أن فتح كوّةً واسعةً في جدار تلك المرحلة، وأضاء الطّريق للنّاس ولمن أتى بعده من العلماء في الفكر البشريّ بوجه عامّ. في الفصل الأوّل من الكتاب، يتعرَّض المؤلِّف إلى نشأة الطّوسي ودراسته وإنتاجه الغزير، وإلى آثاره وأخلاقه وأقوال العلماء فيه، إذ نجد فيه العالم صاحب الأخلاق الكريمة الّتي يتغنّى بها الشّعراء ويتكلَّم عنها المحدّثون، وكان يتميَّز أيضاً بالفطنة والذّكاء، إذ كان العالم الفريد الأوحد في عصره، بما بلغه من مرتبةٍ علميّةٍ عليا، ووفرةٍ في التّأليف والتّصنيف، حتى صار من أشهر علماء القرن السّابع وأشهر مؤلّفيه، حيث تمتّعت مؤلّفاته بالسّهولة والوضوح ودقَّة العبارة.

حياة الطوسي: انتقل أبو جعفر الطوسي في بداية حياته من مسقط رأسه في مدينة طوس مُتجهاً إلى مدينة نيسابور؛ وذلك طلباً للعلم والمعرفة، ورغبةً منه في اللقاء مع أكبر عدد من علماء تلك المدينة حتى يتمكّن من تحقيق هدفه الذي كان يطمح إلى الوصول إليه. ولكن وبعد أن تعرّضت منطقة خراسان بالكامل إلى غزو المغول اظطر أبو جعفر الطوسي من اللجوء إلى قلاع الإسماعيلين المُحصنة هارباً من ظلم وبطش المغول، حيث لم يكن يريد التوجه إلى تلك القلاع إلّا بعد أن تم توجيه دعوةٍ خاصة إليه والتي كانت من حاكم مدينة قهستان الذي كان يهتم بشكلٍ كبير في العلماء والفلاسفة في ذلك الوقت. ولكن وبعد فترة من احتلال المغول على تلك المدينة، وحتى بعد أن كان الطوسي لاجئاً عند الإسماعيلين، إلّا أنّه وقع أسيراً عند حاكم المغول الأكبر والمعروف باسم هوكولا الذي لم يكن له أية اهتمامات في الفلسفة ولا في الرياضيات التي كان يُتقنها الطوسي، بل أنّه كان مؤمناً بعلم التنجيم الذي كان الطوسي يُجيده أيضاً باعتباره من أهم وأكبر علماء الفلك في تلك الأوقات. تمكّن أبو جعفر الطوسي نتيجة ذكاءه ودهائه أن يؤثّر بشكلٍ كبير على هوكولا خاصةً أنّه كان يؤمن بعلم التنجيم بشكلٍ كبير وواضح، كما أنّه بدأ يقترب منه شيئاً فشيئاً حتى اقنعه ببناء مرصدٍ فلكي كبير والذي تم انشاؤه في حوالي عام" 657″ للهجرة بعد موافقة هوكولا عليه، حيث تم اعتبار ذلك المرصد موسوعةً علمية ضخمة احتوت على أعداداً ضحمة من الكتب والمؤلفات.