ربي اغفر لي وهب لي ملكا

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) قوله تعالى: قال رب اغفر لي أي اغفر لي ذنبي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي يقال: كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا ، مع ذمها من الله تعالى ، وبغضه لها ، وحقارتها لديه ؟. فالجواب: أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه ، وترتيب منازل خلقه ، وإقامة حدوده ، والمحافظة على رسومه ، وتعظيم شعائره ، وظهور عبادته ، ولزوم طاعته ، ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه ، وتحقيق الوعود في أنه يعلم ما لا يعلم أحد من خلقه حسب ما صرح بذلك لملائكته فقال: إني أعلم ما لا تعلمون وحاشا سليمان - عليه السلام - أن يكون سؤاله طلبا لنفس الدنيا; لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها ، وإنما سأل مملكتها لله ، كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله ، فكانا محمودين مجابين إلى ذلك ، فأجيب نوح فأهلك من عليها ، وأعطي سليمان المملكة. وقد قيل: إن ذلك كان بأمر من الله - جل وعز - على الصفة التي علم الله أنه لا يضبطه إلا هو وحده دون سائر عباده ، أو أراد أن يقول ملكا عظيما فقال: لا ينبغي لأحد من بعدي وهذا فيه نظر.

دعاء سيدنا سليمان عليه السلام - سطور

فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) فـ { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} فاستجاب اللّه له وغفر له، ورد عليه ملكه، وزاده ملكا لم يحصل لأحد من بعده، وهو تسخير الشياطين له، يبنون ما يريد، ويغوصون له في البحر، يستخرجون الدر والحلي، ومن عصاه منهم قرنه في الأصفاد وأوثقه.

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة ص - الآية 35

[معاني القرآن: 2/405] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي}: لا يكون لأحد من بعدي. قال أبو عبيدة: قال الحجاج: إن كان لحسوداً، قال ابن أحمر: ما أم غفرٍ على دعجاء ذي عللق= ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة= لا يبتغي دونها سهل ولا جبل لا يبتغي أي لا يكون فوقها سهل, ولا جبل أحصن منها. دعاء سيدنا سليمان عليه السلام - سطور. [مجاز القرآن: 2/183] قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهّاب (35)} أي: هب لي ملكا يكون فيه آية تدل على نبوتي، لا ينبغي لأحد من بعدي من الآدميين الذين ليسوا بأنبياء، يكون له آية تدل على أنك غفرت لي, ورددت إليّ نبوتي, والدليل على هذا قوله: {فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاء حيث أصاب (36)}. ) [معاني القرآن: 4/332-333] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} أي: أعطني فضيلة, ومنزلة, كما قال إبراهيم {رب أرني كيف تحيي الموتى}). [معاني القرآن: 6/114-115] تفسير قوله تعالى:{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)} قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {رخاء حيث أصاب... } والرخاء: الريح الليّنة التي لا تعصف, وقوله: {حيث أصاب}: حيث أراد.

تفسير رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي - Youtube

------------------- الهوامش: (2) البيتان لابن أحمر الباهلي. أنشد أولهما صاحب اللسان في (دعج ، علق) وأنشد الثاني في (علق) ، وقال: دعجاء: هضبة عن أبي عبيدة. والغفر ، بضم أوله وفتحه: ولد الأروية ، والأنثى بالهاء والقراميد في البيت: أولاد الوعول. والقرمود: ذكر الوعول: والقراميد في غير هذا: الصخور وطوابيق الدار والحمامات. وبناء مقرمد: مبني بالآجر أو الحجارة. والأعصم: الوعل الذي في ذراعيه أو أحدهما بياض. والوعل بكسر العين وضمها: الذي يسرع في الصعود في الجبل. وهضبة حلقاء: مصمتة ملساء ، لا نبات فيها. ويقال: هضبة معنقة وعنقاء: إذا كانت مرتفعة طويلة في السماء. ولا ينبغي: أي لا يكون مثلها في سهل أو جبل. وهذا محل الشاهد في البيتين ، وهو مثل قوله تعالى: " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي". القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة ص - الآية 35. قال أبو عبيدة وأنشد البيتين ( الورقة 214) لا ينبغي أن يكون فوقها سهل ولا جبل أعز منها أو أحصن منها. ورواية البيت الثاني في ( اللسان: علق): لا ينبغي تحريف. وقد مر هذا البيت في شواهد المؤلف مرتين في الجزء ( 16: 84 ، 131). أ هـ.

فلو أعطي أحد بعده مثله ذهبت الخصوصية ، فكأنه كره - صلى الله عليه وسلم - أن يزاحمه في تلك الخصوصية ، بعد أن علم أنه شيء هو الذي خص به من سخرة الشياطين ، وأنه أجيب إلى ألا يكون لأحد بعده. والله أعلم.

رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) - YouTube