الأخطاء المغربية في قضية الصّحراء عديدة. وفي الآونة الأخيرة، تفاقم الأمر؛ في سياق بحث المغرب بشدّة عن طريقة لإنهاء القضية، ولو على حساب قضايا أخرى. لا يمكن إنكار أهمية انتزاع الاعتراف من الدولة المحتلة سابقاً للصحراء، بالحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب حلا وحيدا ومنطقيا، وهو الاعتراف الذي تأخر أكثر من أربعين سنة. لكن لا ينبغي أن ينسينا ذلك خطورة السكوت على بقاء الأوضاع كما هي عليه في سبتة ومليلية والجزر المحتلة، فلكل حركة عواقبها في القانون الدولي. ووسط انتشاء بعضهم بالاعتراف الإسباني بموقف المغرب في الصحراء، تجاهلوا تصريح المسؤولين الإسبان داخل المغرب، إن بلادهم لن تتنازل عن إسبانية تلك المناطق المغربية المحتلة. لعلّها ضربة إسبانية مضادّة؛ فالاعتراف الإسباني لم يكن معلناً إلى أن سرّب الجانب المغربي الرسالة، وهي الإعلان الذي أثار انتقادات كثيرة في إسبانيا. البحث عن الزمن المفقود - المعرفة. عندنا، لم يكن من أثر كبير لمسألة الإعلان الإسباني من عمق التراب المغربي عن الإصرار على إسبانيةِ سبتة ومليلية والجزر المحتلة. وبدا أن المغرب يريد إغفال كل شيء، من أجل حل قضية الصحراء الشائكة. وقبل ذلك، جرى تمرير التّطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مقابل انتزاع اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء.
هذا العدد الكبير من الشخصيات لا يمكن التعامل معه على أنه أمر هيّن أو المرور سريعًا فهو عنصر فني مميز في هذا العمل، إذ الكثرة لم تولد السطحية أو البناء الخاوي المزيّف بل هناك رصانة ومتانة في تناسق الأحداث وتقدمها وترابطها مع هذه الشخصيات، الأمر الذي يربك القارئ ويجعله يخطئ أحيانًا في معرفة وتمييز هذه الشخصية من تلك ويفقد خيوط اللعبة التي يحركها بروست برشاقة وخفة دون أن يفقد السيطرة على عمله. كلما تقدمت الرواية إلى الأمام اشتدَّ التعقيد والتداخل والترابط ما بين أجزاء العمل المختلفة، فالحضور الذهني الذي قد يفتقده القارئ لم يفتقده الكاتب.