القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الفرقان - الآية 28

يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) يعني: من صرفه عن الهدى ، وعدل به إلى طريق الضلالة [ من دعاة الضلالة] ، وسواء في ذلك أمية بن خلف ، أو أخوه أبي بن خلف ، أو غيرهما.

ياسر الدوسري - يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا - Youtube

⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ قال: عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيهم النبيّ ﷺ لطعام، فأبى النبيّ ﷺ أن يأكل، وقال: "ولا آكُل حتى تَشْهَدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسُولُ الله"، فقال: ما أنت بآكل حتى أشهد؟ قال: "نعم"، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّدًا رسُولُ الله. فلقيه أمية بن خلف فقال: صبوت؟ فقال: إن أخاك على ما تعلم، ولكني صنعت طعاما فأبى أن يأكل حتى أقول ذلك، فقلته، وليس من نفسي. وقال آخرون: عنى بفلان: الشيطان. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿فُلانًا خَلِيلا﴾ قال: الشيطان. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله. (5) مراجعة قوله تعالى {ويوم يعض الظالم على يديه} الآية 27 إلى قوله تعالى {الذين يحشرون على وجوههم} الآية 34 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. * * * وقوله: ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾ يقول جلّ ثناؤه مخبرا عن هذا النادم على ما سلف منه في الدنيا، من معصية ربه في طاعة خليله: لقد أضلني عن الإيمان بالقرآن، وهو الذكر، بعد إذ جاءني من عند الله، فصدّني عنه، يقول الله: ﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا﴾ يقول: مسلما لما ينزل به من البلاء غير منقذه ولا منجيه.

(5) مراجعة قوله تعالى {ويوم يعض الظالم على يديه} الآية 27 إلى قوله تعالى {الذين يحشرون على وجوههم} الآية 34 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

تفسير البغوى ( ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) يعني: أبي بن خلف. تفسير السعدى { يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا} وهو الشيطان الإنسي أو الجني، { خَلِيلًا} أي: حبيبا مصافيا عاديت أنصح الناس لي، وأبرهم بي وأرفقهم بي، وواليت أعدى عدو لي الذي لم تفدني ولايته إلا الشقاء والخسار والخزي والبوار.

تفسير ابن عباس في رواية عطاء الخراساني للآية يقول أنه كان في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف، ويقوم بمجالسته والاستماع إليه وإلى كلامه بدون أن يؤمن به، فقام عقبة بن أبي معيط بزجره، وكان ذلك هو سبب نزول تلك الآية. تفسير الشعبي للآية كان عقبة بن أبي معيط رفيقا لأمية بن خلف، وعندما اعتنق عقبة الإسلام قال أمية: (وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا) وارتد وكفر، فنزلت تلك الآية. تفسير الضحاك للآية عندما قام عقبة بالبزق في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، عادت إلى وجهه فانقسم قسمين، واحترق خديه، ليؤثر ذلك فيه ويموت.