زيارة صاحب الزمان | نماذج من الخوف من الله تعالى

طبقات الحنفية ص:457. (2)صحيح البخاري (3) سورة الإسراء: ٧١ كتاب الكافي الشريف ج: ١ - ص: ٣٧١ (4) (وسائل الشيعه) ج279/3. (5)نهج البلاغة. (6)آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته.

  1. الكلام في معرفة صاحب الزمان..ومسؤولية العباد تجاهه..
  2. نماذج لنساء السلف
  3. نماذج من ذكر الله
  4. ص514 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - وقد ذكر الله تحريمه في عدة آيات - المكتبة الشاملة

الكلام في معرفة صاحب الزمان..ومسؤولية العباد تجاهه..

أشهد يا مولاي أنك والأئمة من آبائك ، أئمتي ومواليَ في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، أسألك يا مولاي أن تسأل الله تبارك وتعالى في صلاح شأني ، وقضاء حوائجي وغفران ذنوبي ، والأخذ بيدي في ديني ودنياي وآخرتي ، لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات كافة إنه غفور رحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وآله الطاهرين "» ( (305)).

وفي اول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر وهم المولى: الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير, ومعروف لدى العلماء والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمى الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتى بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك طربوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين اتانا الحاج جبار الرائد جلودار ينبئنا بان أمامنا اليوم طريقا مخيفا ويحذرنا عن التخلف عن الركب فقد كنا نبتعد غالبا عن القافلة ونبتعد. فامتثلنا وعجلنا الى السيد واستانفنا المسير معا قبل الفجر بساعتين ونصف او بثلاث ساعات فما سرنا نصف ف رسخ او ثلاثة ارباعه الا وقد اظلم الجو وتساقط الثلج بحيث كان كل منا غطى راسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير اما انا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية الطريق وانا مضطرب غاية الاضطراب فنفقة السفر كانت كلها معي وهي ستمائة تومانا ففكرت في امري مليا فقررت ان لا ابرح مقامي حتى يطلع الفجر ثم اعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانية مع عدة من الحرس فالتحق بالقافلة.

♦ ثم حذَّر الله تعالى من التولِّي وعدم الاستجابة لأمره حيث قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]. ♦ ثم حذَّرنا الله تعالى كذلك من مغبَّة النكث والتخاذُل حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 10].

نماذج لنساء السلف

وصحح إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (702). وثبت عنه أنَّه ردَّ إليهم أبا جندل للعهد الذي كان بينه وبينهم، أن يردَّ إليهم من جاءه منهم مسلمًا) [4109] ((زاد المعاد)) لابن القيم (5/79). - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل. قال: فأخذنا كفار قريش. قالوا: إنكم تريدون محمدًا؟ فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة. فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة، ولا نقاتل معه. فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر. نماذج لنساء السلف. فقال: ((انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم)) [4110] رواه مسلم (1787). وفاءه صلى الله عليه وسلم لزوجاته: فمن وفائه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، أنه كان يكرم صديقات زوجته خديجة رضي الله عنها بعد موتها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالشيء يقول: ((اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة؛ فإنها كانت تحب خديجة)) [4111] رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (232)، وابن حبان (15/467) (7007)، الحاكم (4/193) (7339) من حديث أنس رضي الله عنه.

نماذج من ذكر الله

إنَّ الوفاء بالعهد، وعدم نسيانه أو الإغضاء عن واجبه، خلق كريم، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل والمقام الأسمى، والمكان الأشرف، فوفاؤه... كان مضرب المثل، وحقَّ له ذلك، وهو سيد الأوفياء [4106] ((هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب)) لأبي بكر الجزائري (ص 556). ويتجلى لنا وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في صور كثيرة منها: وفاؤه صلى الله عليه وسلم بالعهد لعدوه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفي بالعهود والمواثيق التي تكون بينه وبين أعداء الإسلام. نماذج من ذكر ه. (فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرسولي مسيلمة الكذاب لما قالا: نقول: إنه رسول الله ((لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما)) [4107] رواه أبو داود (2761)، وأحمد (3/487) (17032) من حديث نعيم بن مسعود رضي الله عنه. قال الحاكم (2/155): صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1339). وثبت عنه أنه قال لأبي رافع، وقد أرسلته إليه قريش، فأراد المقام عنده، وأنه لا يرجع إليهم فقال: ((إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع إلى قومك، فإن كان في نفسك الذي فيها الآن فارجع)) [4108] رواه أبو داود (2785)، وأحمد (6/8) (23908)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8/52) (8621) من حديث أبي رافع رضي الله عنه.

ص514 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - وقد ذكر الله تحريمه في عدة آيات - المكتبة الشاملة

وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الخروج للجهاد، يبتغي بذلك الجنة، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟". قال: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ" صحيح سنن ابن ماجة. وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ﴿ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ الله أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ﴾. وقال بِشر: "مَا من رجل يقرب من أمِّه حَيْثُ يسمع كَلَامهَا، إِلَّا كَانَ أفضل من الَّذِي يضْرب بِسَيْفِهِ فِي سَبِيل الله. نماذج من ذكر الله الحكيم. وَالنَّظَر إِلَيْهَا أفضل من كل شَيْء". وجاء رجلٌ عبدَ الله بنَ عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسأله عن الكبائر، فقال له ابن عمر: "أَتَفْرَقُ من النار، وتحب أن تدخل الجنة؟ فقال: إي والله. قال: أَحيٌّ والداك؟ قال: عندي أمي. قال: فوالله، لو أَلَنْتَ لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلَن الجنة ما اجتنبتَ الكبائر" صحيح الأدب المفرد. وكان طلْقُ بن حبيب مِن العلماء العُبَّاد، وكان يُقبِّل رأسَ أمِّه، وكان لا يمشي فوقَ ظهْر بيت وهي تحته إجلالاً لها.

امرأةُ اليوم أحبَّتِ الدُّنيا ونسيت الآخرةَ، وكأنَّها لم تُخلقْ إلا لكي تلبِّي رغباتِها وتحقق شهواتِها، فدرسٌ من موقفِ هذه المرأة إلى كلِّ النِّساء، كأنَّها تقولُ لها: يا بنتَ الإسلام، نريدُ منكِ أن تكوني زوجةً صالحة؛ تعينُ زوجَها، وتوجهُهُ إلى طاعةِ الله، ولا تشغلُه بنفسِها وطلباتِها التي قد يغني القليلُ منها عن الكثير، نريدُ فتاةً تهتمُّ بآخرتِها وتنافسُ الآخرين في فعلِ الخيرات وترك المنكرات، فأين زوجةُ اليوم من هذا الموقفِ العظيم؟! ثم أنتقلُ إلى الموقفِ الثَّالث: كانت أمُّ حسان من السَّلفِ - رحمها الله - وكانت زاهدةً عابدة، دخل عليها سفيانُ الثوري - رحمه الله - وهو من أئمَّةِ المسلمين وساداتِهم في زمانه، فلم يرَ في بيتِها غير قطعة حصير، فقال لها: لو كتبتِ رقعةً إلى بعضِ بني أعمامِك ليغيروا من سوءِ حالك، فقالت: يا سفيان، لقد كنتَ في عيني أعظمَ وفي قلبي أكبر من ساعتِك هذه، أمَّا إنِّي لم أسأل الدُّنيا من يملكُها فكيف أسألُ من لا يملكها، يا سفيان، واللهِ ما أحبُّ أن يأتيَ عليَّ وقتٌ وأنا متشاغلة فيه عن اللهِ بغير الله، فبكى سفيان. فهذه - يا رجال - امرأةٌ لا كنساءِ اليوم، فلم تكن تعرفُ الجلوسَ أمام الفضائياتِ ساعات، أو الحديثَ بالهاتفِ طول الأوقات، ولا سماعَ أغاني ماجنة تثقل الميزان بالسَّيئات، أو التجولَ في الأسواق لقتلِ الأوقات، أو الجلوسَ في مجالسَ لتأكلَ فيها لحومَ البشر، كلا، ما كان هذا حالها، بل لم تكن ترضى بأن ينشغلَ وقتُها بشيءٍ غير ذكر الله، فرحمها الله من زاهدةٍ عابدة.