يريد الله بكم اليسر

وفي الصيام: لم يفرض إلا شهرا في السنة، لقوله تعالى: «أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ». وهذا تيسير وسعة في زمن هذا الفرض ، يستطيع المؤمن أداءه بصورة مقبولة من غير عنت ولا مشقة. وأن وقت الصيام من الفجر إلى غروب الشمس، ومن أفطر خطأً أو ناسيًا فإنه يكمل صومه ، ولا حرج عليه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ، وجواز الإفطار عند السفر أو المرض ومن لم يستطع الصوم يقضي أو يطعم إن لم يستطع القضاء. وتأخير السحور وتعجيل الفطر، كل ذلك يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. يريد الله بكم اليسر ولا. وفي الحج كذلك لم يفرضه الله تعالى إلا لمن استطاع إليه سبيلا وجعله مرة في العمر. فمنهج التيسير هو منهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ومن يتركه أو يجهله فهو لم يفهم هذا الدين كما أراده الله - تعالى - لعباده، وكما بيّنه لهم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفهم الخاطئ حتى يولد لدى صاحبه تصورات وأفكارا بعيدة عن روح هذا الدين، ويحسب أنه يحسن صنعًا. طالب الشحي مدير إدارة الوعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©

ان الله يريد بكم اليسر

الصفحة الاساسية › الشيخ حياته وآثاره › مؤلفات الشيخ سيّدي محمّد المنور المدني › دراسات وومضات › يريد الله بكم اليُسر الشيخ سيدي محمد المنور المدني الاحد15 جوان 2008 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين يريد الله بكم اليُسر يقول الله تَعَالَى في الذكر الحكيم: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا. صدق الله مولانا العظيم. ايه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. معنى الوَسط هو الخِيارُ والأجْودُ ، كما يقال قريشٌ أَوْسطُ العَرَبِ نسَبًا ودَارًا أيْ خَيْرُهَا، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسَطًا في قومه أي أشرفهم نسبا وجعل الله الأمة المحمدية وسطًا من بين سائر الأمم وخصّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب. قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾ قال النبيء صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل عليه السلام فيقول له ربُّهُ عَزَّ وجل ما فعلت في عهدي.

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

وقال الرسول والمؤمنون: ربنا لا تعاقبنا إن نسينا أو أخطأنا في فعل أو قول بلا قصد منا، ربنا ولا تكلِّفنا ما يشق علينا ولا نطيقه، كما كلَّفت من قبلنا ممن عاقبتهم على ظلمهم كاليهود، ولا تحمِّلنا ما يشق علينا ولا نطيقه من الأوامر والنواهي، وتجاوز عن ذنوبنا، واغفر لنا، وارحمنا بفضلك، أنت ولينا وناصرنا فانصرنا على القوم الكافرين.

يريد الله بكم اليسر ولا

ﵟ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﰆ ﵞ سورة الطلاق لينفق من كان له سعة في المال على مطلقته وعلى ولده من سعته، ومن ضُيِّق عليه رزقه فلينفق مما أعطاه الله منه، لا يكلف الله نفسًا إلا ما أعطاها، فلا يكلفها فوقه، ولا فوق ما تطيقه، سيجعل الله بعد ضيق حاله وشدتها سعة وغنى. ﵟ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﰄ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﰅ ﵞ سورة الشرح فإن مع الشدّة والضيق سهولة واتساعًا. المزيد

ايه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

لقد جاءت شريعة الإسلام بالتيسير على العباد ورفع الحرج والمشقة والعنت عنهم.... لقد جاءت شريعة الإسلام بالتيسير على العباد ورفع الحرج والمشقة والعنت عنهم، وقد دلَّ على هذه القاعدة المقرَّرة كثير من أدلة الكتاب الحكيم، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة عند فرض صيام رمضان: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. تفسير قوله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:183-185]. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله وأدخله فسيح جناته: "{ يُرِيدُ} أي يحب؛ فالإرادة شرعية؛ والمعنى: يحب لكم اليسر؛ وليست الإرادة الكونية؛ لأن الله سبحانه وتعالى لو أراد بنا اليسر كونًا ما تعسَّرت الأمور على أحد أبدًا؛ فتعيَّن أن يكون المراد بالإرادة هنا الشرعية؛ ولهذا لا تجد -والحمد لله- في هذه الشريعة عسرًا أبدًا" ( تفسير القرآن للعثيمين: [4/271]).

وأما قوله سبحانه: (ولا يريد بكم العسر) فهذا أيضاً من إرادته الشرعية ورحمته بعباده أن بنى شريعته على اليسر الموصل إليه ولطف بعباده عن التشريع العسير الذي يفظعهم من الوصول إليه أو ينقص من درجاتهم لديه ، وهذا كقوله تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) ، وقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). وقوله صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا). إلخ.

ولذا لما تكلم أهل العلم عن مفهوم اليسر والتيسير قالوا: فهو تطبيق الأحكام الشرعية بصورة معتدلة كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من غير تشدُّد يُحرِّم الحلال، ولا تميُّع يُحلِّل الحرام. (فهذا الدين العظيم قائم على اليسر ورفع الحرج ابتداء من العقيدة وانتهاء بأصغر أمور الأحكام والعبادات بشكل يتوافق مع الفطرة الإنسانية وتتقبله النفس البشرية من غير تكلف أو تعنت). ولو نظرنا في الأحكام الشرعية ابتداء من الصلاة التي هي أعظم ركن بعد الشهادتين وكيف كان هذا الركن العظيم يتوافق في أدائه مع جميع الحالات التي يكون عليها الإنسان لرأينا رحمة الله في هذه الأمة بتشريعات فيها اليسر والتيسير فنرى مثلا التيمم بالتراب عند عدم وجود الماء أو عند تعذر استعماله والرخصة في السفر: وذلك بقصر الصلاة الرباعية المفروضة ، والجمع بين صلاتي الظهر والعصر وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير. ان الله يريد بكم اليسر. والذي لا يستطيع القيام يصلي على حسب استطاعته قاعدا أو مستلقيا. وفريضة الزكاة: لم تأت على جميع الممتلكات والأموال ، وإنما اقتصرت على بعض الأصناف - وأن تبلغ النصاب، وأنه لم يجعل دفع الزكاة إلا مرة واحدة في السنة، وذلك بعد أن يحول عليه الحول، و مقدار المال الواجب دفعه للزكاة قليل جدًّا بالنسبة للمال الذي يوجب فيه الزكاة.