نصرت بالرعب مسيرة شهر

وحصل بها لهذه الأمة من سعة الأرزاق، وكثرة الخيرات، والاستعانة على أمور الدين والدنيا شيءٌ لا يمكن عدّه. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "وجعل رزقي تحت ظلّ رمحي" أما من قبلنا من الأمم، فإن جهادهم قليل بالنسبة لهذه الأمة، وهم دون هذه الأمة بقوة الإيمان والإخلاص. فمن رحمته بهم أنه منعهم من الغنائم؛ لئلا يخلّ بإخلاصهم. والله أعلم. الرابعة: قوله: "وأعطيت الشفاعة" وهي الشفاعة العظمى التي يعتذر عنها كبار الرسل، وينتدب لها خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. فيشفّعه الله في الخلق. ويحصل له المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون، وأهل السماوات والأرض. وتنال أمته من هذه الشفاعة الحظ الأوفر، والنصيب الأكمل. ويشفع لهم شفاعة خاصة، فيشفعه الله تعالى. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي دعوة تعجَّلَها. وقد خَبَّأتُ دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة – إن شاء الله – من مات لا يشرك بالله شيئاً"، وقال: "أسعد الناس بشفاعتي: من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه". " نصرت بالرعب مسيرة شهر".. كرامة للنبي ترعب أعداءه. الخامسة: قوله: "وكان النبي" أي: جنس الأنبياء "يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" وذلك لكمال شريعته وعمومها وسعتها، واشتمالها على الصلاح المطلق، وأنها صالحة لكل زمان ومكان.

في معنى قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «نُصرتُ بالرعب» | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

وأضاف أن الرعب الذي يلحق بالمشاهدة يلحق من توجهه صلى الله عليه وسلم علي مسيرة شهر، ومن هنا يعرف حكمة التخصيص بشهر وذلك أن سليمان صلى الله عليه وسلم سخر له الجن والريح تجري به من غدوته وروحته مسيرة شهر فكان إذا توجه نحو عدو كانت مرحلته إليه مسيرة شهر لغيره فكان رعب المشاهدة يأتي منه على مسيرة شهر لقطعه إياه في الرحلة الواحدة، فأعطى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رعب المشاهدة على مقدار تلك المسافة، وإن لم يكن يلحق إياه بعد قطعها.

&Quot; نصرت بالرعب مسيرة شهر&Quot;.. كرامة للنبي ترعب أعداءه

الرعب.. من أخطر نظريات الحروب.. كانت تمارس قديمًا بأساليب مختلفة؛ مثل: لبس جلود الوحوش ونشر الإشاعات المرعبة. كما كانت تمارس بأشد وأفظع الأساليب مثل التمثيل بالجثث وحرق الأحياء وبقر بطون النساء. وفي حروب الإسلام كانت نظرية الرعب أكمل صيغ الرحمة.. ذلك أن الرعب يكون بقذفه في قلوب الأعداء ولا يكون بالأساليب المشار إليها والمعروفة في الحروب الكافرة. وفي ذلك رحمة!! وحدوث الرعب قبل الحرب يكون مانعًا للأعداء من الدخول في القتال أصلا بما يترتب على ذلك من تجنب كل آثار الحروب.. وفي ذلك رحمة!! ومن هنا كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ »[1] ولم يقل قاتلت بالرعب؛ لأن الرعب هو الذي يمنع الاقتتال الذي يموت به الناس على الجهل والكفر، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « مسيرة شهر » وهي المدة الكافية لأن يأتي المسلمون إلى هؤلاء الناس وهم عاجزون عن الوقوف أمام المقاتل المسلم؛ فيؤثرون السلامة ليكون النصر بأقل خسائر إنسانية.. معنى نصرت بالرعب مسيرة شهر - بن باز - مشروع كبار العلماء - YouTube. وفي ذلك رحمة!! وقذف الرعب في الحرب يكون باستحقاق الطرف المسلم لأن يقذف الله في قلوب أعدائه المهابة منه بتقواه وحفظه للدين فإن تخلي عن ذلك نزع الله المهابة من قلوب أعدائه منه كما في حديث ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأُكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا».

نبيٌّ يقول: نُصرتُ بالرعبِ!

وهنا يظهر المعنى الإنساني للإسلام: أن يترفق وهو قادر، ويتودد وهو غالب. وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح مكة فيدخلها ساجدا لله على ناقته.. ثم يعفو ويقول: « اذهبوا فأنتم الطلقاء »[3]. فكان التحول إلى التفكير في الدعوة وتدبر قضاياها بعد أن أصبح الرعب مجرد ضرورة عارضة تمكن بها المسلمون من النصر ليملكوا فرصة التعامل بالرحمة والعدل… والإسلام. الهوامش [1] صحيح البخاري (335). [2] مسند أحمد (49/29) [3] سنن البيهقي (18055).

شرح حديث أُعْطِيتُ خمسا, لم يُعْطَهُنَّ أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر, وجُعِلَت لي الأرض مسجدا وطَهُورا, فأَيَّمَا رجل من أمتي أدركته الصلاة...

ولا يتم الصلاح إلا بها. وقد أسّست للبشر أصولاً عظيمة، متى اعتبروها صلحت لهم دنياهم كما صلح لهم دينهم.

معنى نصرت بالرعب مسيرة شهر - بن باز - مشروع كبار العلماء - Youtube

وفي ذِكرِه أنَّ «التيمُّمَ» مِن خَصائصِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يُشعِرُ بأنَّ الطَّهارةَ بالماءِ ليست ممَّا اختصَّ به عن الأنبياءِ، وإنَّما اختصَّ بالتَّيمُّمِ تيسيرًا وتخفيفًا عندَ انعِدامِ الماءِ، أو عدَمِ القُدرةِ على استِخدامِه. الثالثة: وأُحِلَّت له الغنائمُ، وهي الَّتي يأخُذُها المسلمونَ في حربِهم مع الكفَّارِ، وكلُّ ما يَحصُلون عليه مِن الكفارِ قهرًا، ولم تكنْ تَحِلُّ لِلأنبياءِ قبْلَه كما ورَد في الصَّحيحَينِ عن أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: «غزَا نبيٌّ مِن الأنبياءِ؛ فجمَع الغنائمَ، فجاءتْ نارٌ لِتَأكُلَها... » الحديثَ. الرابعة: وكانتْ بَعثتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلنَّاسِ كافَّةً، فهو خاتمُ الأنبياءِ؛ ولذلك جُعِلَتْ رسالتُه عامَّةً لِتَصِلَ إلى الخَلْقِ كلِّهم، وكان النبيُّ قبْلَه يُبعَثُ إلى قَومِه فقطْ، وعندَ مسلمٍ مِن حديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه مرفوعًا: «وأُرسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وخُتِم بيَ النَّبيُّونَ». الخامسة: وأُعطِيَ الشَّفاعةَ، فيَشفعُ لِلنَّاسِ يَومَ القيامةِ في بَدءِ الحِسابِ، وهي الشَّفاعةُ العامَّةُ، أو الشَّفاعةُ العُظْمى، أو غيرُها ممَّا اختصَّ به.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذه الخِصالِ الَّتي لم تجتمِعْ كلُّها لأحَدٍ مِنَ الأنبياءِ إلَّا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ الأولى: أنَّه نُصِرَ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ، فيُقذَفُ في قلوبِ أعدائِه الرُّعبُ وهو على بُعْدِ مَسيرةِ شهرٍ بيْنَه وبيْنَهم، كما قال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} [آل عمران:151]، وقال في قصة يوم بدر: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال:12]. الثانية: وجُعِلتِ الأرضُ له مسجدًا وطَهورًا، وهذا مِمَّا خُصَّتْ به هذه الأُمَّةُ؛ فمتى أدركَتِ الرَّجُلَ الصَّلاةُ فإنَّه يُصلِّي في المكانِ الَّذي تُدرِكُه فيه، وإنْ لم يَجِدِ الماءَ فإنَّه يَتيمَّمُ بالتُّرابِ الطاهِرِ وما في حُكْمِه ثمَّ يُصلِّي، فالصَّلاةُ لا تختصُّ بالمساجِدِ المُعَدَّةِ لذلك فقط كما كان على الأُمَمِ السابِقةِ، بل يُصلِّي المسلِمونَ حيثُ أدرَكَتْهمُ الصَّلاةُ مِن الأرضِ، وهذا لا يُنافي أنَّ الصَّلاةَ مَنْهيٌّ عنها في مَواضعَ مخصوصةٍ مِن الأرضِ لِمَعنًى يختصُّ بها، كما نُهيَ عن الصَّلاةِ في أعطانِ الإبِلِ، وفي المَقبرةِ، والحمَّامِ.