وقال النووي في "شرح صحيح مسلم ": "قال الخطابي: في هذا معنى لطيف، وذلك أنه استعاذ بالله تعالى وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله عز وجل، استعاذ به منه لا غير، ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه". وفي شرح العقيدة الطحاوية: "فتأمل ذِكْر استعاذته بصفة الرضا مِنْ صفة السخط، وبفعل المعافاة من فعل العقوبة. فالأول: للصفة، والثاني: لأثرها المرتب عليها، ثم ربط ذلك كله بذاته سبحانه، وأن ذلك كله راجع إليه وحده لا إلى غيره ، فما أعوذ منه واقع بمشيئتك وإرادتك، وما أعوذ به من رضاك ومعافاتك هو بمشيئتك وإرادتك، إنْ شئتَ أن ترضى عن عبدك وتعافيه، وإن شئت أن تغضب عليه وتعاقبه، فإعاذتي مما أكره ومنعه أن يحل بي، هي بمشيئتك أيضا، فالمحبوب والمكروه كله بقضائك ومشيئتك، فعياذي بك منك، وعياذي بحولك وقوتك ورحمتك مما يكون بحولك وقوتك وعدلك وحكمتك، فلا أستعيذ بغيرك من غيرك، ولا أستعيذ بك من شيء صادر عن غير مشيئتك، بل هو منك. دعاء الشفاء. فلا يعلم ما في هذه الكلمات من التوحيد والمعارف والعبودية، إلا الراسخون في العلم بالله ومعرفته ومعرفة عبوديته".
ومن حرص على ذكر اسم العلي كشف الله له حقيقة الأمور واستجاب دعائه ورزقه الحكمة. كما يمكنكم الاطلاع على: الدعاء باسم الله الأعظم وهكذا نكون ذكرنا كل شيء عن أسرار أسماء الله الحسنى الروحانية وفضلها وفوائدها، وكم هي عظيمة لمن يحافظ عليها وعلى ذكرها، كما بها يكون إجابة الدعاء والشفاء، ونسأل الله أن يكون خيرًا.