عاصم بن عمر بن الخطاب - ويكيبيديا

وفي يومٍ من الأيام، وصل عمر إلى قباء ورأى عاصم يلعب في فناء المسجد فحمله ووضعه على الدابة. رأت والدة جميلة بنت ثابت أن عمر- رضي الله عنه- يأخذ حفيدها بعيدًا وخرجت للاحتجاج. لم يتمكنوا من الاتفاق على من يجب أن يكون له وصاية عاصم، ولذلك عرضوا خلافهم على الصديق أبو بكر- رضي الله عنه- والذي حكم بقوله: "خَلِّ بينها وبينه"، أي لا تتدخلوا بين الولد وأمه. فأسقط عمر قضيته وسمح لجميلة بالاحتفاظ بابنها. بعد ذلك، قامت جميلة بنت ثابت والدة عاصم بن عمر بن الخطاب بالزواج من يزيد بن جارية، وأنجبت منه عبد الرحمن، الذي يعد أخًا لعاصم من جهة أمه. اقرأ أيضا: أقوال وأدعية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في نهاية المقالة عاصم بن عمر بن الخطاب ، نكون بذلك قد تعرفنا على عاصم بن عمر، بما في ذلك: مولده، وزواجه أبيه الفاروق من والدته، والموقف الذي حدث بينهما بعد انفصالهما، فنرجو أن تكون المقالة قد أفادتكم ونالت استحسانكم!

عاصم بن عمرو

[عمر بن عاصم بن محمد] ابن الوليد بن عتبة ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ القرشيّ العبشميّ من أهل دمشق، وكان من أجواد قريش. عن عليّ بن أبي حملة، قال: أدركت بدمشق رجلين يقصدان ويغشيان: عمر بن عاصم بن محمد بن الوليد ابن عتبة بن ربيعة، وعبد الرّحمن بن الحكم. وكان عبد الرّحمن قد ولي لمعاوية خراسان، فحمى لنفسه نفقة مئة سنة لكل ّيوم مئة دينار، فما ناله حتى غاله بعض عبيده؛ وكان يقول لطبّاخه: إن كان طعامي لا يطيب إلاّ أن يسحق الذّهب عليه فاسحقه عليه. وتغدّى يوماً عند عبد الملك، فقال له عبد الملك: كيف ترى طعامنا؟ فقال: إنه ابن نارين يا أمير المؤمنين. فدعا عبد الملك طبّاخه فسأله، فقال: تأخّرت عن الطّعام فبرد فسخّنته. [عمر بن عبد الله بن جعفر] أبو الفرج الرّقّي الصّوفيّ قدم دمشق سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة، وحدّث بها وبالرّقّة. روى عن أبي الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطنيّ الحافظ، بسنده إلى أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه؛ ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مؤمن: النّصيحة لله ولرسوله، ولكتابه، ولعامّة المسلمين ".

عاصم بن عمر

و قد مثّل هذا الأمر نقلة نوعية في بروز الإتجاه النقدي و التعليق على الروايات التي ترد إلى مسامع عاصم بن عمر. هـذه هي الـروافد التي أكسبها عاصم بن عمر لكتابة السيرة النبوية ، مع استمرار المنحى المألوف في ذلك العصر و هـو التـرسل و عـدم الإهتمام و التشدد بذكر مسانيد الروايات التي يذكرها ، مع أنه أَسْنَدَ عن جماعة ممن تأخرت وفاتهم من الصحابة ، و أن معظم مصـادر رواته هم من الأنصـار ، أمثال محمـود بن لبيد ، و أنس بن مـالك ، و عبد الله بن كعب بن مالك ، و عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ، و غيرهم (ينظر: السيـرة النبـوية لعبـد الملك بن هشام) ، فهـو يذكر أخباره أحياناً بالأسـانيد ، و أحياناً بدون أسانيد ، و أحيـاناً يـذكر واحـداً من شيـوخه و يـرسل عنه الحديث ، كالـزهري. و يقرنه في كثير من النقول مع غيره من شيوخه و رواته. و أنه يورد في بعض الأحيان أشعارًا يُضمِّنها رواياته (ينظر: السيـرة النبـوية لعبـد الملك بن هشام). و هـذا الأمـر لم يقطع فيه العسلي إذ يقـول: (و لا نعلم هل أن الحـذف في رواة الخبر هو من ابن إسحاق أم أنه من عاصم) ، إذ اعتمد العسلي على الإسناد الذي كان يذكره ابن إسحاق عند ذكـره لبعض مسـانيد رواياته و التي يقـول فيها (حدثني عـاصم بن عمر عن أشياخ قومه) (ينظـر: السيـرة النبـوية لعبـد الملك بن هشام).

4. التتبع في معـرفة من كان حاضـراً من الصحابة عند ذكره الحـوادث التي يعرضها في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلّم و لا سيما الحوادث الكبرى. ساعد هذا التبيان لأسمـاء المشـاركين في الحـوادث على تعرّف مواقف كل شخص من الصحابة المعاصرين لذلك الحادث و دوره فيه ، مع إعطائه مادة جاهزة لكتاب التراجم يتكئون عليها في حديثهم عن كل شخصية يترجمون لها و يبينون مواقفها في أحداث عصرها. 5. الـدقة و التبصـر و عـدم التكلف فـي اختيـار العبارات عند سرده لحوادث السيرة ، و هذا الأمر يبين لنا أن أصحـاب السيرة الأوائل كانت عباراتهم سهلة و لا يكتنفها غموض أو تعبير صعب أو ثقيل على اللسان. 6. الإتجاه نحو رواية الحوادث باستقلالية و شمول من دون قطعها ، و إن استمرت هذه الحوادث مدة أطول ، مما يعدّ بداية للمنهج المـوضـوعـي في كتابة السيرة ، و ترك المنهج الحولي القائم على رواية الحوادث على وفق السنين و تسلسلها الزمني. مع العلم أن العسلي يشكك في كون هذا الإتجاه أهو من عند عاصم أم أنه جاء نتيجة تلاعب المؤرخين الذين نقلوا عنه 7. إبـداء الآراء و وجهات النظـر بـرواة الحوادث و دوافعهم في القول ، إذ تمثل هذا الأمر في إبداء عاصم وجهة نظره في الرواية التي ذكرت قولاً للعباس بن عبادة بن نضلة الخـزرجي في الأنصار حين قال: (و الله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلّم في أعناقنا) (ينظر: السيـرة النبـوية لعبـد الملك بن هشام).