إنه حديث عظيم لو طبقه البشر لزالت عنهم الكثير من الأمراض المزمنة التي نراها اليوم مثل الأمراض الجلدية والأمراض المعدية، لنقرأ ونتأمل........ يقول النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام: (خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب) [رواه البخاري]. هذا حديث عظيم ينبغي على كل مؤمن أن يأخذ به ويطبقه في حياته. وقد ثبت علمياً المنافع التي يجنيها المؤمن من تطبيقه لتعاليم النبي الكريم. والآن لنعدد بعضاً من الفوائد الطبية لكل ما جاء في الحديث الشريف. خمس من الفطرة - ملتقى الخطباء. 1 - الختان: وهو إزالة أو قطع الزائدة من الجلدة التي تغطي العضو المذكر لدى الرجل. إذا لم يتم إزالة هذا الجلد سوف تتراكم فيه الأوساخ والجراثيم وتنمو البكتيريا وتتكاثر حتى تسبب العديد من الأمراض كالسيلان والزهري. ومع استمرار تراكم ونمو الجراثيم قد يصاب الرجل بسرطان القضيب، أو بعقم كامل إن الإنسان الذي لم يختن سوف تتراكم تحت هذه الجلدة بقايا البول وما يحمله من جراثيم وفطريات وقد تنتقل هذه إلى المثانة والكليتين وتسبب العديد من الالتهابات والآلام المبرحة. وقد يزداد الأمر تعقيداً إذا انتقلت هذه البكتيريا للزوجة أثناء عملية الجماع فتسبب لها التهابات مختلفة قد تنتهي بالعقم أو بسرطان الرحم.
وبعده " تقليم الأظافر " ، وفي التقليم نظافةٌ، وحسن منظر، وإنما يهملها ذوو السفه والبطر، وفي ذلك من الضرر الخلقي والصحي ما لا يخفى. وقد ذكرت دراسات حديثة في الطب كيف تتجمع البكتيريا في تلكم الأماكن، وتكون مرتعا لفيروسات فتاكة. والخامسة في الحديث: " نتف الآباط " أي إزالة شعر الإبط، وهذا أكمل وأطيب، وأبعد عن الأمراض والروائح المستكرهة. وقد أفاد الطب الحديث: أن ترك شعر الإبط والعانة بلا إزالة وتنظيف سبب للقذارة وحصول أمراض، كان المرء في غنى عنها، لو بادر بلا تأخير، فما أعظمَ هذا الدين، وما أطيبَ إسلامنا الذي هو دين الفطرة بحق. وقد صح حديث آخر، هو قوله صلى الله عليه وسلم: " عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاءُ اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقصّ الأظفار، وغسل البراجم، ونتفُ الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء " قال الراوي: "ونسيت العاشرة إلا أن تكون " المضمضة " (أخرجه ومسلم وأصحاب السنن -رحمهم الله جميعا-). شرح وترجمة حديث: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط - موسوعة الأحاديث النبوية. وقد زاد هنا: " إعفاءُ اللحية " وهي زينة الرجال وكمالهم وجمالهم، ويحرم الحلق بالاتفاق. ثم السواك وهو تطهير الفم والأسنان، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: " في السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويصفي الصوت …"، وذكر أربابُ الطب إعجازات في ذلك، واستفادة شركات المعاجين من "شجرة الأراك"، وشبهها من المطهرات.
الخطبة الأولى: الحمد لله أسبغَ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة، والحمد لله على أرزاقه الباهرة، والحمد لله على آلائه الوافرة، نحمده ونشكره، ومن كل ذنب نستغفره. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18]. خمس من الفطرة. أما بعد: معاشر المسلمين: هل تدركون أن الإسلام دينُ الفطرة أي الخِلقة، ويحض على طهارة أتباعه ظاهريِا وباطنيا، وطهارة الباطن بالإيمان والذكر، وحسن العمل، وطهارة الظاهر بالنظافة، وحسن المظهر، قال تعالى: ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) [الروم: 30]. وثمةَ خصال وسننٌ حضّ عليها الإسلام تزيد من جمال المسلم، وتجلّي طيبه ونظافته، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " الفطرةُ خمس: الختانُ والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط ". ومن المؤلم هنا أن تشاهدنا بُعَداء عن هذا الهدي.
وعد عليه الصلاة والسلام الاستنشاق والمضمضة، وهما معروفان، والمؤمن يتوضأ كل يوم، ثم غسل البراجم، والمراد بها عُقد الأصابع التي في ظهر الكف وتنظيفها مشروع وهدي متبوع، فعليها فطريات وجرثومات، ومن حكمة الله أنك تتوضأ كل يوم وتصلي وتتعاهدها نظافةً وعناية. وفقنا الله وإياكم للنظافة، وحسن العمل. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم... الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام مالك: حلق الشارب بدعة ظهرت في الناس.