هل تتساءل حول ضربات النيازك على القمر؟ لا تخف، فالأمر شائع على القمر وليس على الأرض، وذلك يرجع إلى أن القمر لا يملك غلاف جوي مثل الأرض، وبالتالي صخور الفضاء المتطايرة لا تحترق وإنما تصل إلى القمر، وهذا ما يجعل تحديد كم عمر القمر أمر صعب! لماذا تحديد عمر القمر صعب؟ لأن القمر لا يمتلك غلاف جوي يحميه من النيازك ويقوم بإحراقها قبل الوصول إليه، هذا يعني أن النيازك تصل إليه باستمرار. وهنا تكمن المشكلة، فالصخور على القمر لا تعود كلها إلى القمر بشكل كامل، هناك بقايا النيازك والتي لا تشير إلى عمر القمر ولا تعبر عن تشكله، أي لا بد من وجود طريقة أخرى دقيقة لتقدير عمر القمر. إذن كيف سيتم تحديد كم عمر القمر؟ بدلًا من الاعتماد على الصخور، ونظرًا إلى أننا لا نملك سجل لصخور القمر القديمة، وصخور القمر لا تنتمي كلها للقمر وإنما بعضها إلى النيازك، لذا سيأخذ البحث مسار مختلف، وسوف يتم الاعتماد على معدن الزيركون! كم يبلغ عمر القمر؟ - جولاني. فبعد الاصطدام، بفترة قليلة حدث تبريد وتصلب للصهارة على سطح القمر، وهذا التصلب ترك معدن الزيركون… وبهذا يكون الزيركون أفضل كبسولة زمنية يمكننا الاعتماد عليها. القياس الإشعاعي لعينات صخور القمر قام الباحثون بدراسة الزيركون الموجود في صخور القمر التي أتى بها رواد فضاء رحلة أبولو 14 عام 1971.
ويضيف: "يُعتبر هذا المعادن أفضل المعادن في الحفاظ على التاريخ الجيولوجي والكشف عن مكان نشأة المعدن". أدى اصطدام الأرض مع ثيا إلى خلق قمر سائل تصلّب فيما بعد، ويعتقد العلماء أن معظم سطح القمر كان مغطى بالصهارة مباشرة بعد تشكّله. تكشف قياسات اليورانيوم والرصاص عن وقت ظهور الزركون لأول مرة في أوّل محيط صهاري على سطح القمر والذي برد في وقت لاحق وشكّل دثار القمر والقشرة، وتكشف قياسات اللوتيتيوم والهفنيوم عن وقت تشكّل هذه الصهارة، وهو ما حدث في وقت سابق. عمر القمر أكبر مما كان يعتقده العلماء | الفلك | المرام للعلوم. قال "إدوارد يونج" وهو أستاذ في الكيمياء الجيولوجية والكيمياء الكونيّة في جامعة كاليفورنيا ومؤلف مشارك في الدراسة: "كانت ميلاني ذكيّة جداً في معرفة التاريخ الحقيقي للقمر والذي يعود تاريخه إلى ما قبل تاريخ تصلّبه، وليس بعد ذلك". توصّلت الدراسات السابقة إلى عمر القمر على أساس صخور القمر التي كانت غير نقيّة بسبب الاصطدامات المتعددة. يقول ماكيجان أن هذه الصخور تشير إلى تاريخ بعض الأحداث الأخرى "ولكن ليس عمر القمر". يواصل باحثو جامعة كاليفورنيا دراسة الزركون الذي تمّ إحضاره إلى الأرض من قبل رواد الفضاء على متن البعثة أبولو لدراسة التاريخ المبكر للقمر.
واعتبر العلماء أن هذه العلاقة تشكل «تقويماً حقيقياً يمكن من خلاله تحديد تواريخ الأحداث التي أدت إلى تشكل القمر». وبموجب هذا التقويم، فإن القمر تشكل بعد 95 مليون عام على نشوء المجموعة الشمسية، مع هامش خطأ 32 مليون عام، وهي فرضية تنفي أن يكون القمر تشكل في وقت مبكر من عمر النظام الشمسي. وتؤكد هذه الفرضية ما يعتقده العلماء من أن الأرض هي «الكوكب الذي استغرق أطول وقت ليتشكل بين كل كواكب المجموعة الشمسية»، بحسب ما قال أحد المشرفين على الدراسة إليساندرو موبيديلي.
لطالما كان أقرب الأجرام السماوية إلينا — القمر — محط أنظار البشرية، فمنذ العصور القديمة وهو جزء أساسي من الأساطير والقصص والحياة الاجتماعية عموماً، حتى أنه حظي بتقويم خاص به كما في التقويم البابلي والعبري وحتى الإسلامي. ومع الأهمية الكبيرة التي يشغلها القمر بالنسبة للبشر، فمعرفة وقت تشكله بالضبط لطالما كان سؤالاً مهماً، ليس فقط للأهمية المعنوية، لكن لارتباط الأمر بتاريخ بداية الحياة على الأرض وتطورها لاحقاً. كيف ولد القمر؟ من المعروف اليوم في الأوساط العلمية، أن القمر كان نتيجة اصطدام جسيم يقارب حجم كوكب المريخ بكوكب الأرض، نوع الجسيم أو حتى عدد الاصطدامات غير معروف بالنسبة لنا حتى الآن، لكن المعروف أنه حدث في بدايات تشكل نظامنا الشمسي وتسبب برفع درجة حرارة الأرض إلى حد بعيد، حيث احتاجت ملايين السنين لتبرد وتصبح ملاءمة لبداية الحياة عليها. ما الصعب في تحديد عمر القمر؟ مع كون القمر مجرداً من أي غلاف جوي، فهو عرضة للتصادم مع المذنبات والنيازك الصغيرة بشكل دائم، فالغلاف الجوي الأرضي هو الذي يحمينا عموماً من هذه التصادمات بإحراقه للأجسام التي تدخله بفعل الاحتكاك مع الهواء. مع عدم قدرة القمر على منع الأجسام من صدم سطحه، فجزء كبير من الصخور عليه لا تعدو عن كونها بقايا لنيازك صغيرة اصطدمت به بوقت من الأوقات، وهذا الأمر يصعب تحديد عمر القمر كون الوصول إلى صخور مؤكدة المصدر (من المؤكد كونها موجودة منذ بداية تشكل القمر) أمر صعب للغاية.