وأدى تضافر الجهود وتنسيقها إلى النتيجة الحاسمة. حيث انتهت دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في عام 1958م بقرارها الذي صرح بحق الشعب الجزائري في الاستقلال والحرية، على غرار كل شعوب العالم. دعم استقلال الجزائري. ومع انعقاد الدورة الرابعة عشر للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة عام 1959م، أعلن الوفد السعودي من على منبرها مرة أخرى عن ضرورة تطبيق كل القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الجزائرية، ووقف ممثل الوفد في هذه الدورة يشرح للمجتمع الدولي كل الأخطار الناجمة والتي ستنجم مستقبلاً عن الادعاءات الفرنسية الباطلة، والهادفة إلى الاحتفاظ بالجزائر بحدّ السيف متحدية بذلك الشعور الجزائري والعربي والدولي. كما شهدت دورة عام 1960م نَفَساً جديداً بالنسبة للوفد السعودي، الذي راح وبصورة علنية يوجه الاتهامات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتواطؤها مع فرنسا ضد ثورة الشعب الجزائري وقضيته، وما ميز التدخل السعودي في القضية هو صراحة ممثلها وهجومه الشرس على فرنسا وحلفائها، حيث جاء في إحدى تدخلاته ما يلي: ترى من الذي جعل القضية ملتهبة؟ أهي خطبي النارية؟ أم أسلحتكم النارية الفتاكة؟ وفي دورة 1961م الأممية بدأت فرنسا تشعر بدنو أجلها في الجزائر، لذا راحت تبحث لها عن مخرج آخر وبطرح مغاير لطروحاتها السياسية السابقة.
في الجزائر، يعتبرون عن خطأ أيضا "الخونة" مثل "المتعاونين" الفرنسيين مع النازيين. الحركى بين مطرقة عنف الجيش الفرنسي وسندان بعض عناصر جيش التحرير الوطني وفي الغالب، كان السبب أن عائلاتهم كانت تموت جوعاً في "معسكرات اعتقال" أنشأها الجيش الفرنسي الذي رحّل قسرا (منذ عام 1955 لتجنب أن يدعموا دعاة الاستقلال) 2, 5 مليون مزارع من مجموع ثمانية ملايين. ووقع آخرون بين مطرقة عنف الجيش الفرنسي وسندان بعض عناصر جيش التحرير الوطني. وبالنسبة للبعض، كان السبب النزاعات العشائرية القديمة الموروثة عبر الأجيال. وتشير كلمة "حركي" إلى الجزائريين المنضوين كمدنيين لمساعدة الجيش الفرنسي، والذين بلغ عددهم 250 ألفا. لكنها تستخدم في الغالب بمعنى واسع فتشمل أيضًا الجنود الجزائريين في الجيش الفرنسي والمجندين والأعيان الموالين لفرنسا، ما يرفع عددهم إلى 450 ألفا. رصيف الصحافة: "القبائل" تترقب دعم المغرب للاستقلال عن الجزائر. وغادر 30 ألفا منهم فقط الجزائر نحو فرنسا، في كثير من الأحيان مع زوجاتهم وأطفالهم، ما أعطى "هجرة حركيين" بلغت 90 ألف شخص في عام 1962. حركيين احتُجزوا في معسكرات بفرنسا في ظروف معيشية مهينة وجاء في كتاب بيير دوم أن "هذا هو الخطأ الثاني الكبير. في فرنسا، يُقال إنهم "ذُبحوا جميعًا"، ما يسمح للمدافعين عن منظمة الجيش السري (التي نفذت تفجيرات وهجمات مطالبة بجزائر فرنسية) بالادعاء بأن هذه المنظمة الإرهابية أرادت إنقاذ الحركيين والأقدام السوداء (الفرنسيون المولودون بالجزائر) من "وحوش" جبهة التحرير الوطني.
فنسأل الله العظيم أن يَجعلنا من ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، اللهم اغفر لنا ذنوبَنا، وإسرافنا في أمرنا، وثَبِّت أقدامنا، وانصُرنا على القوم الكافرين. اللهم حَرِّر بلادَنا، اللهم انصُر المؤمنين المستضعفين في العراق وفي بُلدان المسلمين، اللهم فَرِّج عن المعتقلين، اللهم أخرجهم سالمين، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]. شبكة الألوكة
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 12/11/2010 ميلادي - 6/12/1431 هجري الزيارات: 63550 إنما النَّجوى من الشيطان إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله، فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا. أمَّا بعد: أيُّها الأحبة الكرام، ونحن نستعدُّ في هذه الأشهر لاستقبال شهر رمضان، ونراجع آيات القرآن، وإذا بنا نَجد أنَّ في القرآن الكريم أعظمَ العِبَر، وأعمقَ الدروس، وكأنَّنا لم نقرأ الآيات من قبلُ، ولم نَحفظها منذ زمن؛ إذ إنَّ هذا يدُلُّ على عِظَم هذه المعجزة، وعلى فضل هذا الكتاب، فيدعونا كلُّ هذا لأَنْ نعودَ إلى كتاب ربِّنا من جديد، على الأقل أنْ نعلمَ، وبالنية الخالصة لله - تعالى - سنطبق فنعمل. وأنا أقرأ آيات المجادلة استوقفَتْني آياتُها، استوقفني فيها أنَّ الكلامَ عن التناجي أخذ لُبَّ ما فيها، وصار جُلَّ محورها، ثُمَّ استوقفني تَكرار كلام ربنا عن الموضوع، فكانت الآياتُ وهي تتكلم عن التناجي الذي يقصد به الكلام بالسر، وتتكرر هذه الآيات وتتوالى، وهذا إنْ دَلَّ على شيء، فإنَّما يدل على أهمية الموضوع ومكانته، وفي الوقت نفسه رأيت أنَّنا عن هذا الأمر في سُبات، فلا تكاد تجد مجلسًا من مجالسنا إلاَّ ما رَحِمَ ربي إلاَّ وهو واقع في هذه المعصية، غير متدارك لها.
منتديات ستار تايمز