عندما تغنى بها سلامة العبد الله في احتفال "الأمانة العامة" في الصالات الرياضية في بداية الثمانينات، لم تكن إلا أغنية تغلبت وألهبت الموسيقيين، هناك نضج في الكلمات وطراوة في التعريب اللحني والصعوبة في الارتكازات والأزمان.. ياعلي صحت بالصوت الرفيع.. يامره لاتذبين القناع ياعلي عندكم صفرا صنيع.. سنها ياعلي وقم الرباع نشتري ياعلي كأنك تبيع.. بالعمر مير ماظني تباع شاقني ياعلي قمرا وربيع.. يوم أنا آمر وكل أمري مطاع. يا علي صحت بالصوت الرفيع - YouTube. هي ليست أغنية عريضة بأنغامها بل هي توافقت بسرد الكوبلية الأوحد الذي انساب في قراءة الكلمة وتفعليها لتكون من أعظم الأعمال الغنائية واستمراراً لقراءة التاريخ "ابن لعبون"، هي تفصيلاً للنداء لتكون صرخة لشيء ما؟! ياعلي تاريخ لا ينسى بصوت سلامة العبد الله الناشد للإبداع والزخرفة الصوتية المشعة.. يوم اهلنا واهل مي جميع.. نازلين على جال الرفاع ضحكتي بينهم وانا رضيع.. ماسوت بكيتي يوم الوداع هم بروني وانا عودي رفيع.. ياعلي مثل مايبرا اليراع طوعوني وانا ماكنت اطيع.. وغلبوني وانا ظفر شجاع. يبدو لي أنها صرخة من التاريخ عبر نغمات موسيقية كانت استمراراً لتلك الأجراس الموسيقية التي حملتها الكلمات الآتية من البيئة من ارض خصبة ثارت مع قراءة ابن لعبون لهذه الصورة التراثية!!
آتية في متوسط "1200ه" حملت التاريخ العظيم لشعراء المنطقة وألحانهم الجماعية المتوارثة جيلاً بعد جيل، سياعليسهي الموروث الأكيد للجزيرة العربية من مائتي عام تواصلت لتجد الأنغام تتفق معها للإبداع الكلاسيكي الشعبي هي الحدوتة الذهبية الباقية، لن تنسى مع الثورة الغنائية.