علامات الحب الحقيقي…

وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء، وتحري المكان الذي يقابله فيه. هل العتاب من علامات الحب منطق. ومنها علامات متضادة، وهي على قدر الدواعي والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة، والأضداد أنداد، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها. ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام، فهذا الثلج إذا أدمن حبسه في اليد فَعل فِعل النار، ونجد الفرح إذا أفرط قتل، والغم إذا أفرط قتل، والضحك إذا كثر واشتد أسال الدمع من العينين. وهذا في العالم كثير، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما تأكداً شديداً أكثر بهما جدهما بغير معنى، وتضادهما في القول تعمداً، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه وتأولها على غير معناها، كل هذه تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه. والفرق بين هذا وبين حقيقة الهجرة والمضادة المتولدة عن الشحناء ومخارجة التشاجر سرعة الرضى، فإنك بينما ترى المحبين قد بلغا الغاية من الاختلاف الذي لا يقدر يصلح عند الساكن النفس السالم من الأحقاد في الزمن الطويل ولا ينجبر عند الحقود أبداً، فلا تلبث أن تراهما قد عادا إلى أجمل الصحبة، وأهدرت المعاتبة، وسقط الخلاف وانصرفا في ذلك الحين بعينه إلى المضاحكة والمداعبة، هكذا في الوقت الواحد مراراً.
  1. هل العتاب من علامات الحب

هل العتاب من علامات الحب

في حياتي الكثيرون الذين أحببتهم بكل قلبي، لكن لا أذكر أن دافع ذلك الحب في يوم ما كان الشعور بالذنب أو الواجب، ولا أدري لماذا تسود في مجتمعاتنا ظاهرة العتاب كوسيلة لمحاولة استمالة الحب. "العتاب على قدر المحبة"؟.. هل العتاب من علامات الحب الابتسام. نعم، إذا كانت هناك محبة أصلا لدى من تعاتبه، لكن إذا لم تكن هناك محبة فإن العتاب لا يولد إلا البغض. فالحب من أمر ربي، ولا تستطيع أن تجبر شخصا على أن يحبك، ولا أن تجبر نفسك على أن تحب غيرك.. إن تظاهرت بذلك سوف تخدعه وتخلق أسبابا للنفاق والحقد. " صحيح أنك قد تجرح مشاعر من يحبك إن تجنّبتَ مبادلته تلك المشاعر، لكن العواقب ستكون أسوأ بكثير في حال التظاهر بالحب " ماذا تريد بحب لا يأتي عفو الخاطر وغير قائم على الصدق؟ هل تقبل في قرارة نفسك بمحبة أتت بالإجبار؟ العتاب -كما أراه- نوع من العدوانية السلبية التي تتعدى على حرية الآخر في أن يحب عفويا وطوعيا.

كلنا خلق الله، ولأننا مخلوق الله المُكَّرم، فهو يحبنا، ولأنه يحبنا فهو يعاتبنا، بل ويتلطف في عتابنا: ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ). مادام حبل الحب والوداد بيننا وبين الله موصولاً ، ومادام عتاب النفس حاضراً بيقظة الحِس ودقة والشعور، فعسى أن نكون يوم القيامة أهلاً للعتاب. Comments comments شاهد أيضاً