! كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ! - الصفحة 3 - هوامير البورصة السعودية

ولم ينتبهوا إلى المأساة الكارثيّة التي يعيشونها. ولهذا فقد انقادوا طائعين مخلصين لأكاذيب الغرب الذي يستعبدهم وينهب ثرواتهم، فأصبحت الخيانة عقيدة، وليست "وجهة نظر" كما وصفها الشّهيد صلاح خلف في سبعينات القرن الفارط. فقد فرّطوا بفلسطين وشعبها، بل ساهم عدد منهم بإقامة اسرائيل وحمايتها، وحاربوا ولا يزالون من يعاديها، وبعضهم يتستّر بالدّين والدّين منه براء، ولم يتّعظوا من تجاربهم ولا من تجارب غيرهم، وقد استطاعت الإمبرياليّة العالميّة تجنيد بعض أحزاب وتنظيمات الإسلام السّياسي لمحاربة السّوفييت، وأطلقت عليهم "السّور الواقي من خطر الشّيوعيّة"! كنتم خير أمة أخرجت للناس اعراب. وعندما انهار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكية في بداية تسعينات القرن الفارط، بحثت الإمبرياليّة عن عدوّ محتمل، فكرّست طاحونة إعلامها لشيطنة الإسلام والمسلمين، وعبّأت الشّعوب ضدّهم، ومع ذلك ظهرت تنظيمات متأسلمة مثل القاعدة، داعش، جبهة النّصرة وغيرها، مارست الإرهاب العالميّ، لتثبت قولا وفعلا دعاية وأكاذيب الإمبرياليّة التي وجّهتهم لمحاربة أوطانهم وشعوبهم، فدمّروا الجزائر، الصّومال العراق، سوريا، ليبيا وغيرها. وإذا كذّب الإمبرياليّون وضلّلوا الشّعوب حفاظا على مصالحهم، ولمواصلة نهب خيرات الشّعوب، فإنّ حكّاما عربا ومسلمين كذّبوا على شعوبهم لتسهيل المصالح الإمبرياليّة وتحقيقها على حساب أوطانهم وشعوبهم، فقتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا وخوّنوا وكفّروا كلّ من عارض ذلك وسخّروا طاحونة إعلام هائلة لتضليل الشّعوب.

&Quot;حديث الصباح&Quot; كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ - جريدة النجم الوطني

( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) هذا الخطاب موجه إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وكلمة (كنتم) ليس المقصود بها الماضي بل هي بمعنى (أنتم) أي هكذا كوّنكم الله. وهذا نظير قوله تعالى: ( وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا). ( أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) أي أن هذه الأمة مبعوثة ليس لنفسها فقط بل للناس، فكما أن رسولها هو رسول للناس كافة وكذلك أمته أخرجت لتتابع حمل رسالته للناس كافة. ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وهذه الصفات هي من عوامل الخيرية في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم. والإيمان بالله يجب أن يسبق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الإنسان، وكذلك الإيمان برسالة الإسلام، لأن المعروف والمنكر لا تقرره الأعراف بل تقرره الشريعة المنزّلة من الله. ( وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، أي لو آمنوا بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لكان خيراً لهم. كنتم خير امه اخرجت للناس نايف الفيصل. ( مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ) أي أن أهل الكتاب آمن منهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم نفر قليل، أما أكثرهم فظلوا على الضلالة والكفر والفسق.

وهنا لا اعني السبق لبني آدم على الله، عز وجل لا سمح الله، إنما العلم المتوارث من السلف الى الخلف يؤكد ان العرب إبتداءً من الذين آمنوا من قوم عاد وثمود عرب الجزيرة العربية قبل خمسة آلاف سنة حفظوا من الأسلاف العلم والثقافة.