عمرة والعرس الثاني

مشاهد مقتبسة من أحداث حقيقية وأكد محمود صباغ أن بعض المشاهد والحالات التي ظهرت في فيلم "عمرة والعُرس الثاني" مقتبسة من أحداث وأشخاص حقيقيين، مثل المحامي الذي قصدته عمرة من أجل مساعدتها في الخلع من زوجها. الجدير بالذكر أن "عمرة والعرس الثاني" من إخراج محمود صبّاغ ، صاحب تجربة فيلم "بركة يقابل بركة"، الذي عرض في العديد من المهرجانات؛ ومن بطولة شيماء الطيب ومحمد الحمدان وخيرية نظمي ، وموسيقى تصويرية للمؤلف الموسيقي المصري تامر كروان ، ومدير التصوير فيكتور كريدي. تدور أحداث الفيلم حول ربة منزل في الرابعة والأربعين من عمرها، تعيش مع زوجها المتقاعد حياة عادية، إلى أن تكتشف أنه ينوي الزواج من فتاة شابة، فيحدث تحول كبير في حياتها التي تبدأ في التفكك، ثم تتوالى الأحداث في إطار رؤية سينمائية تستعرض الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في المجتمع السعودي.

  1. فِلْم “عَمْرة والعُرس الثاني”.. – مجلة القافلة
  2. «عمرة والعرس الثاني»... كوميديا سوداء لواقع اجتماعي مرّ | الشرق الأوسط

فِلْم “عَمْرة والعُرس الثاني”.. – مجلة القافلة

وقال المخرج ابن مدينة جدة "العمل ليس سهلا، لم يكن سهلا يوما، فعندما أنجزت فيلم بركة يقابل بركة لم تكن هناك أيّة قاعة سينما في السعودية، هناك إرادة كبيرة لدى الشباب لكن لا وجود لفرصة"، وأضاف "صوَّرنا الفيلم في السعودية، وكانت الإرادة والرغبة في إنجاز فيلم هو حافزنا الوحيد". الجرأة التي جاءت في الفيلم تفسر قلق محمود صباغ على مستقبل الفيلم، فبعد عامين من العمل بين التصوير والإنتاج والمونتاج يأتي وقت السؤال المحوري الذي يؤرّق أي صانع فيلم خاصة في بداية طريقه "هل سيعرض الفيلم، أين وكيف، أم سيتعرض لمقص الرقيب؟". في هذه المحطة لا يخفي المخرج السعودي تخوفه من مقص الرقيب، ولكنه لا يبدي في مقابل ذلك امتعاضًا شديدًا، فالأمل في عرض الفيلم يبقى قائمًا، وهو على استعداد لحذف بعض المشاهد لتحقيق الحلم، وقال "أتمنى عرض الفيلم، ربما سيطلبون حذف بعض المشاهد، لكن هذا لا يساوي شيئًا أمام التحدي الكبير". فِلْم “عَمْرة والعُرس الثاني”.. – مجلة القافلة. لقطة من فيلم "بركة يقابل بركة" للمخرج محمود صباغ، والذي لم ير النور في أيّة قاعة عرض في جدة والرياض رغم الاحتفاء العالمي به انفتاح سعودي.. ولكن وكان للمخرج تجربة مريرة في هذا السياق مع المشرفين على المشهد السينمائي السعودي، فلم يرَ فيلمه الأول "بركة يقابل بركة" النور في أيّة قاعة عرض في جدة والرياض رغم الاحتفاء العالمي به، ورغم اختيار السعودية له ليكون ممثلا عنها في أوسكار 2016.

«عمرة والعرس الثاني»... كوميديا سوداء لواقع اجتماعي مرّ | الشرق الأوسط

يقود محمود صباغ (35 عاما) الفيلم السعودي كمنتج ومخرج وسيناريست، ليسرد حكاية اجتماعية تغوص عميقا في بحر العادات والتقاليد والقوانين والأعراف للبلد الذي ولد وعاش فيه لسنوات طويلة من عمره، مما جعله يفكك ملامحه بسهولة كبيرة بعد أن اختار قصة سيدة متزوجة وربة بيت تدعى "عمرة" بملامحها السمراء وشعرها الأشعث المنكوش الذي اشتعل شيبا رغم أنها لم تتجاوز سن الأربعين. عمرة أم البنات وحلم زوجها بالولد ومن خلال المشهد الأول يُصرّ المخرج على الكوميديا السوداء في كل خطوة للتعريف بشخصيات الفيلم، وقد تشكلوا من عمرة التي جسَّدت دورها الممثلة السعودية الشيماء طيب، وثلاث بنات وجدّتهم "أم عمرة" العجوز المريضة التي تشكل الحلقة الأضعف في الأسرة، فيما يشكل جبروت حماتها "أم زوجها" الحلقة الأكثر إثارة وإزعاجا في حياة عمرة، بينما لا يظهر الزوج في الصورة إلا مرة واحدة رغم أنه سبب المشاكل كلها. دائما قبل اتخاذ قرار الرحيل هناك فرصة أخيرة وعشر دقائق للتفكير، يمكن أن نفكر مثلا كيف نقلب حياة الآخر رأسا على عقب؛ إما انتقاما وإما بحثا عن سبيل لقطع الطريق أمام الوافد الجديد إلى قلب من نحب. عمرة والعرس الثانية. يجعل المخرج من مهمة عمرة مهمة نبيلة نتعاطف معها جدا وهي تكافح من أجل حماية مستقبل أبنائها ووالدتها، وهو ما يقتضي وضع حد لأحلام الزوج في المرور إلى زوجة ثانية، فالهمّ الأكبر بالنسبة لها هو الحفاظ على الأسرة بعد أن وصلت مشاعرها كامرأة إلى مرحلة تتشابه فيها كل النساء حيث الروتين وفتور مشاعر العشق بعد 25 عاما من الزواج.

يقودنا المخرج إلى الحل الثاني الذي يأتي بعيد المنال معقدًا وحجم الخسائر فيه أكبر، فكيف يُعقل أن تواجه سيدة أربعينية أزمتها مع زوجها الذي يتخذ قراره بالزواج الثاني بسهولة، كيف يمكن للقانون أن ينصف من يصفهم بـ"حطب نار جهنم"؟ وهكذا أصبحت الخطوة الثانية سرابا يدق خطاه على الرمل. ويحاول الفيلم المضي أبدا في رحلة مساعدة عمرة المغلوب على أمرها. وتبحث عن طريق في السِّحر.. "ربما أنت مصابة بسحر أسود بشع" هكذا تقول لها صديقتها الحميمة التي لا يبدو أن هناك شخصا آخر قرر أن يكون إلى جانبها في الحي بعد أن هجرها الجميع وأصبحت عورة تشوه نسيج المجتمع، منبوذة من طرف الجميع بسبب إصرارها على رفض الزوجة الثانية. الجانية في طريقها لارتكاب جريمتها متعمدة إحراق خيمة حفل زوجها بامرأة ثانية باستخدام "البنزين" انتقام بـ"البنزين" يروي الفيلم في قالب واقعي ممزوج بالكوميديا السوداء تفاصيل حلّ آخر يقوده أنصار حرية المرأة والمنظمات الإنسانية للانتقام من كل الذين طلبوا اغتيال المرأة باسم المجتمع وصفّها في الركن المنسي، وسرعان ما نكتشف فشل كل تلك الحلول، وأزمة المرأة مع المجتمع الذكوري، لكن المخرج يصرّ على مرافقة أحلام عَمرة حتى آخر لحظة.