من الذي لم يحاصر في شعب ابي طالب من بني هاشم

فقال:" لقد جئتكم بخير، إبعثوا إلى صحيفتكم فأتوا بها". فجاءوا بها ولمّا وضعت بين أيديهم قال لهم أبو طالب:" هل تنكرون منها شيئاً؟". قالوا:"لا، هذه هي الصحيفة وعليها أختامنا". فقال أبو طالب:"إن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني قط أن الله قد بعث على هذه الصحيفة الأرضة فأكلت منها كل ما يدعو إلى القطيعة والظلم، وتركت كل اسم هو لله. فإن كان صادقاً أقلعتم عن ظلمنا، وإن كان كاذباً في ذلك ندفعه إليكم لتقتلوه". فصاح المشركون:"أنصفتنا يا أبا طالب". ولمّا فتحوا الصحيفة فإذا هي تماماً كما أخبر النبي (ص) فاندهش المشركون وكبّر المسلمون فتوجه أبو طالب إليهم وقال:" أتبين لكم الآن أينا أولى بالسحر؟". شعب بني هاشم - منتــدى العـونــة الـرســمي. ولكن زعماء المشركين لم يقتنعوا بذلك، رغم أن هذه المعجزة كانت سببا في دخول جماعة من المشركين في الإسلام، كما يذكر المؤرخون. وهكذا استمر المشركون على العمل بمضمون الصحيفة التي تدعو للمقاطعة والحصار ، إلى أن قام جماعة منهم تربطهم ببني هاشم علاقات نسبية بنقض هذه الصحيفة وإبطال مفعولها بعدما رأوا أقربائهم من الشيوخ والنساء والأطفال يتألمون من الجوع والحرمان بفعل الحصار المفروض عليهم. فخرج الهاشميون حينئذ من شعب أبي طالب في السنة العاشرة للبعثة بعد معاناة طويلة.

  1. شعب بني هاشم - منتــدى العـونــة الـرســمي

شعب بني هاشم - منتــدى العـونــة الـرســمي

فنقول لكل مظلوم محصور من المسلمين اصبروا على ذلك، فلله حكمة والعاقبة لكم أو لأجيالكم من بعدكم، ونقول لبقية المسلمين: لا يكن كفار قريش خير منكم في نفي الظلم والحصار عن المظلومين؛ فكلٌّ يعمل قدر استطاعته. اللهم أرنا الحق.....

ملخص المقال لقد ابتكر المشركون وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان، وقرَّرُوا بالإجماع أن يُنَفِّذُوا قانونًا اتفقوا عليه.. كان هذا القانون هو المقاطعة وتفعيل سياسة أهم مقتطفات المقال وإنَّ الإنسان ليعجب من استمرار هذا الظلم على مرأى ومسمع من الجميع، وشَعْب مكَّة رجالًا ونساءً يُراقب الحدث، ويشهد الإبادة الجماعيَّة؛ بل تأتي الوفود للحجِّ سنة بعد سنة، وهم يُشاهدون هذه الجريمة، ولا صوت للحقِّ في هذا الزمان! تمَّ الاتفاق على هذا الظلم الفادح في أرضٍ مقدَّسةٍ هي أرض مكة ، وتحديدًا في خيف بني كنانة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ بِمِنًى: « نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ [1] بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ ». يَعْنِي ذلِكَ الْمُحَصَّبَ [2] وَذلِكَ أَنَّ قريشًا وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَوْ بَنِي الْمُطَّلِبِ، أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم [3]. وقال أسامة بن زيد رضي الله عنه: قلتُ: يا رسول الله أين تنزل غدًا؟ في حَجَّتِهِ.