وهكذا نرى كيف أن الإسلام صان حقوق المرأة واحترم إنسانيتها وعرف فضلها وخصها بكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تكرمها أما وزوجة وأختا وبنتا. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "كنا في الجاهلية لا نعُد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام، وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقًا".
الخطبة الأولى: الحمد لله الذي كرم بني آدم وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، أحمده سبحانه وأشكره وابتهل إليه واستغفره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه وشريعته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا. قيمة الاحترام. أما بعد: فيا أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- واشكروه واعبدوه إليه ترجعون، اتقوا الله -رحمكم الله- ما استطعتم، واستوصوا بدينه وشريعته خيراً، عضوا على الدين بالنواجذ، وتمسكوا به قولاً وعملاً، فإنه سفينة النجاة لمن رام السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. عباد الله: لقد خلق الله -تعالى- الإنسان مكرما محترما؛ كما قال سبحانه: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4]، وقال: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء: 70]، فالإنسان بطبيعته وفطرته مخلوق محترم فهو يحب الاحترام، ويحب أن يحترم، ولا يرضى أن يهان بأي نوع من الإهانة.
وإن المرء بأخلاقه ودينه يسع الناس ولا يسعهم بماله وأملاكه، واحترام الناس وتوقيرهم أدب رفيع يتحلى به الموفقون من عباد الله المسددون من الناس، ويتصف به كبار الهمم، وعالي القمم، الذين ارتفعوا بطاعة ربهم حتى زينهم بها، قد هذبهم دينهم، وأدبتهم صلاتهم، وأثرت فيهم خشيتهم من الله -تعالى- وصفت قلوبهم، وطهرت سرائرهم، فتواضعوا لله -تعالى- ولانوا لإخوانهم، وحرصوا على هداية الناس. باحترامهم للناس أدخلوا الناس في دين الله، وأنقذوهم من النار بتوقير عباد الله وقّرهم الله، وأعلى مكانتهم بين عباده، فكانوا مصابيح للعباد وسرجاً للناس يبصرون بهم بعد الله -تعالى- طريق الهدى ودرب الرشاد، يقول تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلمَ-: ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر: 88]، ويقول له: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159]. لقد تزين باحترام الناس سيد الخلق محمد -عليه الصلاة والسلام- فكان مضرب الأمثال في احترامه للناس حتى أعجب به أعداؤه قبل أصحابه يتبول إعرابي في المسجد، فيهم الصحابة بضربه، والاعتداء عليه، فيمنعهم عليه الصلاة والسلام، ويأمرهم بتركه، حتى يتم بوله، ثم يناديه ويعلمه مكانة المسجد ومقامه؛ بأنه لا يصلح إلا للصلاة والذكر وقراءة القرآن، ولا يصلح لمثل هذه القاذورات، فيعجب الأعرابي من خلق هذا النبي الكريم ويتوجه إلى الله داعياً أن يرحمه ومحمداً ولا يرحم معهما أحدا.
تعريف الاحترام من أهم الأشياء التي لابد من أن نكون على علم تام بها، لكي نُطبقها في الحياة اليومية وفي كافة التعاملات التي نتعرض لها، فالاحترام هو سمة من السمات الشخصية التي تجعل صاحبها يُقدر الآخر، ورُبما يلتزم به ليُجبر الآخرين على التعامل معه بنفس الكيفية، وفي بعض الأحيان يكون التزامه بالاحترام معهم نابع من معاملتهم له التي تقوم على أساس الاحترام والتقدير. الاحترام في الإسلامية. فهيا بنا من خلال مقال اليوم على موسوعة نتعرف على معنى الاحترام بالتفصيل، وأهميته في الحياة، فتابعونا. الاحترام هو مصطلح من المصطلحات الأخلاقية التي لا تقتصر على التعامل ما بين الأشخاص وبعضهم البعض وحسب، بينما هو يستعمل في العلاقات ما بين كل دولة وشعبها، وكذلك في العلاقات الدولية أي ما بين الدول وبعضها البعض. فلابد للدولة أن تحترم شعبها، وبالتالي تحترم ما له من حقوق، وعليه يحترم الشعب ما عليه من واجبات، ومن هنا يُعتبر الاحترام من أهم المبادئ التي تقوم عليها الدول. ولا يقتصر الأمر على هذا بل أن الاحترام لابد من أن يسود في كافة العلاقات الدولية، فاحترام الكلمات والعهود، هو من بين أهم العوامل التي يقوم عليها التعاون الدولي، وبالتالي تتحقق الأهداف، وتنهض الأمم.
عمان- كرم الإسلام المرأة أيما تكريم، بل إنه لا يوجد دين من الأديان السماوية، أو مذهب من المذاهب الأرضية كرم المرأة أكثر مما كرمها الإسلام، بل لا توجد حضارة كرمت المرأة مثلما كرمتها حضارة الإسلام. وقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها سورة "النساء"، فقد كرم الإسلام المرأة أماً، فقال تعالى "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا". وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أبوك. وكرم الإسلام المرأة زوجة، فجعل الزواج منها آية من آياته فقال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، واستوصى بها النبي خيرا كما قال في خطبة حجة الوداع "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله". وجعلها راعية وسيدة في بيتها فقال صلى الله عليه وسلم "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها"، وقال عليه السلام أيضاً "الرجل سيد على أهله والمرأة سيدة في بيتها". أرشيف الإسلام - المرأة في الغرب بين الاحترام والشقاء || حدثتني الهجرة مع د. رفيدة حبش من قناة اقرأ الفضائية. وكرم الإسلام المرأة بنتا، وقال الإمام الشافعي رحمه الله "البنون نعم، والبنات حسنات، والله عز وجل يحاسب على النِعم، ويجازي على الحسنات"، وكرم الإسلام المرأة أختاً، فقال صلى الله عليه وسلم "لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل بهن الجنة".