هؤلاء جمعوا القرآن الكريم من الأنصار والمهاجرين - النيلين

القرآن الكريم هو كتاب الله وشريعة المسلمين الذي حفظه المولى لهم منذ آلاف السنين ليكون لهم نورا وهدى يهديهم ويرشدهم إلى الطريق المستقيم، وهو الكتاب الكريم الذي أنزله المولى- سبحانه وتعالى – على نبيه محمد ﷺ بوحي يوحي إليه. هؤلاء جمعوا القرآن الكريم من الأنصار والمهاجرين | مصراوى. ومهمة جمع القرآن الكريم هي مهمة شاقة وعسيرة، لكن من هم الذين جمعوا القرآن الكريم من الأنصار والمهاجرين؟ جمع القرآن الكريم في عهد رسول الله ﷺ أربعة، جميعم من الأنصار، ولم يجمع القرآن غيرهم في حياة النبي ﷺ، وهم: (أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبوزيد)، فقد ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: جمع القرآن الكريم على عهد ﷺ أربعة كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبوزيد. فقيل له: من أبوزيد؟ قال: أحد عمومتي. وفي لفظ البخاري عن أنس بن مالك– رضي الله عنه– قال: مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبوزيد، ونحن ورثناه. كان القرآن الكريم في عهد رسول الله ﷺ متفرقا في صدور الرجال، وكتب بعضه في جريد أو في صحف أو على حجارة وغيرها من الوسائل التي كانت تستخدم للكتابة عليها في السابق، فعندما قتل بعضٌ من الرجال الحافظين لآيات الله تعالى في صدورهم يوم اليمامة في عهد سيدنا أبوبكر الصديق- رضي الله عنه -، أشار سيدنا عمر بن الخطاب على الصديق –رضوان الله عليهما – بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراء والحفظة ويُفقد ما يحفظونه.

من هم الانصار والمهاجرين – بطولات

قبل معرفة من هم الانصار والمهاجرين، نتعرف سويا على هجرة الرسول الكريم مع أصحابه للمدينة. الهجرة النبوية الشريفة شكلت هجرة الرسول علية الصلاة والسلام الكثير من الأحداث التاريخية الفارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية. حيث خرج المسلمون الأوائل الذين اسلموا بدعوة النبي محمد منذ ظهورها تاركين ورائهم أموالهم وبيوتهم وكل ما يملكون في سبيل نشر دين الله ومؤازرة نبي الإسلام، وعرف هؤلاء المسلمون بالمهاجرين، ووجد المسلمون المهاجرون من مكة إلى يثرب الكثير من المسلمين الجدد الذين آمنوا بدعوة الدين الاسلامي ونصروه نبيه الكريم، وآووه وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، وآووا أصحابه المهاجرين معه، وعرفوا بالأنصار. من هم الانصار والمهاجرين – بطولات. وبالهجرة تحول حال المسلمين من الضعف إلى القوة وبدء المسلمون في بناء دولة قوية وعملوا على تعزيزها وتقويتها، ومن العوامل الرئيسية في تعزيز وتقوية أواصر الدولة الإسلامية المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. وفي هذا السياق، يقول الله تعالى في سورة التوبة (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

هؤلاء جمعوا القرآن الكريم من الأنصار والمهاجرين | مصراوى

(الجمل، 1989، ص245) قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]. وفي الآية السَّابقة فوائدُ عظيمةٌ، وحكمٌ جليلةٌ؛ منها: (أ) التَّعبير عن المدينة بلفظ «الدَّار» إشعارٌ بأنَّها دارٌ خاصَّةٌ لكلِّ متوطِّنٍ بها، متبوِّئ لها، فهي بالنِّسبة لأهلها كدارٍ خاصَّةٍ للفرد، يهنأ بالأمن، والاستقرار، وهو في داخلها، وفي هذا الإشعار نوعٌ من الأنس السَّريِّ في النَّفس، يزيدها رُوْحاً، وطُمأْنِينَةً، فالأنصار في دارهم، وإيمانهم متمكِّنون من الأمن، والاستقرار المادِّيِّ، تتنزَّل عليهم السَّكينة، فتحفُّهم بنورها، كأنَّها سياجٌ من الرَّحمة مضروبٌ عليهم، لا يلحقهم فزعٌ، ولا يدخل عليهم قلقُ. (ب) أمَّا قولـه تعالى: فالضَّمير فيه ﴿مِنْ قَبْلِهِمْ﴾، ومعناه: أنَّ الأنصار هم الذين تبوَّؤوا المدينة المنوَّرة داراً لهم، وتبوَّؤوا معها الإيمان من قبل هجرة المهاجرين إليهم؛ لأنَّ المهاجرين وإن تبوَّؤوا الإيمان قبل الأنصار؛ لأنَّهم سبقوهم إليـه، وتمكَّنـوا منـه أعظم تمكُّنٍ، وتمكَّن هو منهـم أبلغ تمكُّنٍ؛ لكنَّهم لم يتبوَّؤوا مع الإيمان داراً يتمكَّنون فيها من الاستقرار الحسِّيِّ المادِّيِّ، والأمن على أنفسهم، وإيمانهم من فزعات الأعداء، وسطواتهم، فكان للمهاجرين في تَبَوُّؤ الإيمان دون تَبَوؤ الدَّار، وكان للأنصار تَبَوُّؤُهما معاً في قرنٍ واحدٍ.

وقاموا بنسخ سبع نسخ من القرآن الكريم، وكان حجم النسخة الواحدة كبيرا حيث كان يحملها عدد من الرجال، وقام عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بحرق الكتابات الأخرى الموجودة عند بعض الصحابة والتي تخالف الترتيب الذي عُرض على النبي ﷺ في المرة الأخيرة، وأرسل إلى كل قطر نسخة من النسخ السبعة من القرآن الكريم ، وبهذا تم جمع المصحف على مصحف واحد عرف بـ (المصحف العثماني). مصراوي