كيف لا! وهو العليم الحكيم، الفعَّال لما يُريد، المُختار لما يشاء، فمهما يقضي ويُقدِّر؛ فهو المُوَافِقُ للحكمةِ البالغة، والعلمِ التام. نعم: "الحمد لله" في السراء والضراء، فهل أنت يا عبدَ الله تُكْثِرُ منها، وتُرَطِّب لسانَك بها؟ فإنَّ المكثرين من الحَمْد هم أفضلُ عِبادِ اللهِ يومَ القيامة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ أفْضَلَ عِبادِ اللَّهِ يَوْمَ القيَامَةِ الحَمَّادُونَ "(رواه الطبراني في "الكبير"). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضلِ الحَمْدِ على النِّعَم: " مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. اكتشف أشهر فيديوهات الحمدلله على ادق النعم | TikTok. إِلاَّ كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ "(رواه ابن ماجه). أي: كان إِلهامُ اللهِ له من الحمد والشُّكر؛ أفضلَ مِمَّا أخَذَ من النِّعمة. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- مُبيِّناً عِظَمَ حَمْدِ الله -تبارك وتعالى-: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ "(رواه مسلم). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول - إذا قام من الليل يتهجَّد: " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ.. "( رواه البخاري).
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 20/10/2015 ميلادي - 7/1/1437 هجري الزيارات: 241348 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله على الأيادي الوافية، والمنن الصافية، والحمد لله على العافية، والولاية الكافية، الحمد لله على أفضاله، الحمد لله على نواله، الحمد لله على إجزاله. الحمد لله على النعمة - YouTube. نحمدك ما همع سحاب، ولمع سراب، واجتمع أحباب، وقرئ كتاب. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ثم أما بعد: من منبر إذاعة ()، يسرنا أن نقدم لكم الجديد والمفيد من العلوم والفنون لهذا اليوم () الموافق () من شهر () لعام ألف وأربعمائة و() من الهجرة النبوية.
الخطبة الأولى: الحمد لله في الدنيا والآخرة ( هُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ)[القصص:70]؛ والحمد لله في كلِّ مكانٍ وزمان ( لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)[الروم:18]، ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]. أمَّا بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا إنَّ الله -جَلَّ ثناؤُه- هو المُستحِقُّ للحمد على الإطلاق؛ كما قال -سبحانه- عن نفسه: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة:2]؛ تكرَّرَت هذه الآيةُ "بلفظها" في "ستةِ مواضِعَ" من القرآن الكريم. وتكرَّرَت كلمةُ "الحمد لله" في القرآن في "ثلاثةٍ وعشرين موضعاً". "الحمد لله"، وأهميتها في حياة المسلم - ملتقى الخطباء. وافتتح اللهُ -تعالى- بها "خمسةَ سُوَرٍ"، واختتم بها أيضاً "خمسةَ سُوَرٍ" من كتابه العظيم. والألف واللام في "الْحَمْدُ" للاستغراق، أي: هو الذي له جَمِيعُ المَحامِدِ بأسْرِها، وليس ذلك لأحدٍ إلاَّ لله -تعالى-، ولا نُحْصِي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، فالله -تعالى- هو الحميد في ذاته، وفي صفاتِه، وفي أسمائه، وفي أفعالِه.
أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد، وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره، ولم تفجع بالجنون والذهول. أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبًا؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري، تعيش مهمومًا مغمومًا حزينًا كئيبًا! وعندك الخبز الدافئ، والماء البارد، والنوم الهانئ، والعافية الوارفة، تتفكر في المفقود، ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، ومن قناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء، فَكِّرْ واشكر ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ (الذاريات: ٢١) فَكِّرْ في نفسك، وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا ﴾ [النحل: 83] (النحل: ٨٣).
وإذا أويتَ إلى فِراشك فاحمَدِ اللهَ؛ فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أَوَى إلى فِراشِه قال: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِيَ لَهُ، وَلاَ مُؤْوِيَ "(رواه مسلم). وَبعد الاستيقاظ تقول: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(رواه البخاري ومسلم). أو تقول: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ "(رواه الترمذي). أيها الإخوة الكرام: الكونُ كلُّه ناطِقٌ بحمد الله -تعالى-، وقائِمٌ بحمده، وكلُّ مَوْجُودٍ شاهِدٌ بحمده، وإرسالُه رسلَه بحمده، وإنزالُه كتُبَه بحمده، والجنةُ عَمُرتْ بأهلها بحمده، والنارُ عَمُرتْ بأهلها بحمده، وما أُطيع إلاَّ بحمده، ولا يتحرَّكُ في الكونِ ذرةٌ إلاَّ بحمده، وهو المحمود لذاته - وإنْ لم يحمدْه العباد، فله الحمدُ كلُّه، وله المُلك كلُّه، وبيده الخيرُ كلُّه، وإليه يُرجَعُ الأمرُ كلُّه. (انظر: مدارج السالكين: 2/215). هو الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمْدٍ واقِعٍ *** أو كان مَفْرُوضاً مَدَى الأَزْمانِ مَلأَ الوُجودَ جَمِيعُه ونَظِيرُه *** مِنْ غَيرِ مَا عَدٍّ ولا حُسْبانِ هُوَ أَهْلُه سُبحانه وبِحَمْدِهِ *** كُلُّ المَحامِدِ وَصْفُ ذِي الإِحْسانِ