مقتل عبدالله بن الزبير

فدنا منها فقبلته ، ثم أخذته إليها فاحتضنته لتودعه ، واعتنقها ليودعها ، وكانت قد أضرت في آخر عمرها ، فوجدته لابسا درعا من حديد ، فقالت: يا بني ، ما هذا لباس من يريد ما تريد من الشهادة. فقال: يا أماه ، إنما لبسته لأطيب خاطرك ، وأسكن قلبك به. مقتل عبدالله بن الزبير. فقالت: لا يا بني ، ولكن انزعه. فنزعه ، وجعل يلبس بقية ثيابه ويتشدد ، وهي تقول: شمر ثيابك. وجعل يتحفظ من أسفل ثيابه; لئلا تبدو عورته إذا قتل ، وجعلت تذكره بأبيه الزبير ، وجده أبي بكر الصديق ، وجدته صفية بنت عبد المطلب ، وخالته عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترجيه القدوم عليهم إذا هو قتل شهيدا ، ثم خرج من عندها ، فكان ذلك آخر عهده بها رضي الله عنهما وعن أبيه وأبيها ، ثم قالت: امض على بصيرة.

2- محمد بن الحنفية وقال أبى البيعة واضطهده ابن الزبير وحجته نفس حجة ابن عباس بدليل أنه بايع عبد الملك بن مروان عندما استقامت له الأمور. 3- عبد الله بن عمر (11): قال ابن حجر في فتح الباري أن ابن عمر سأل عن الفئة الباغية قال ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم يعني بني أمية فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم. 4- أبو برزة الأسلمي (12): كان يرى أن الذي في الشام يقاتل على الدنيا ، وابن الزبير يقاتل على الدين. 5- سعيد بن المسيب: قال لا أبايع حتى يجتمع الناس وأما العلماء المتأخرين(13) فإنهم يجمعون على صحة خلافة ابن الزبير وبطلان خلافة مروان وصحة خلافة عبد الملك بن مروان بعد استشهاد عبد الله بن الزبير سنة 73هـ. مقتل عبدالله بن الزبير الخاصه. أما الشيخ محمد الخضري (14) فيحمل ابن الزبير معظم تبعات حصار مكة ويشن الدكتور أحمد الشلبي(15) حملة ظالمة على ابن الزبير ويتهمه بحب الرئاسة ويشكك في أخلاقياته حيث يتهمه بدفع عائشة إلى معركة الجمل ، ويؤكد تهمة دفعه للحسين إلى الخروج ويتهمه بالأنانية ، ويتهمه بالجبن عندما حاول أن يستسلم للحجاج لولا موقف أمه. ولذلك فهو مسؤول عن الدماء التي أراقها ليحقق لنفسه حلماً وليبني لنفسه مجداً. تساؤلات لم أفهم سبب امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير وهل كان يزيد في اجتماع من الناس ولم يكن في فتنة، ثم ألم يبايع معظم الأمصار لابن الزبير ، فلماذا لم يعتبر ابن عمر ومحمد بن الحنفية وابن عباس أن الذين خرجوا على ابن الزبير هم البغاة ، وحتى لو خرج ابن الزبير على يزيد ، فلقد هلك يزيد ، وبويع لابن الزبير.

لكن فى الحقيقة كان ابن الزبير أفضل مما قال الحجاج، لكنه رفض أن تصبح الخلافة الإسلامية تراثا يتوارثه بنو أمية بصالحهم وطالحهم، فقال لا فى وجوه القوم وأصر عليها تسع سنوات حتى قضى الله أمرا كان مفعولا.

[ ص: 177] ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين فيها كان مقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، على يدي الحجاج بن يوسف الثقفي ، المبير ، قبحه الله وأخزاه. قال الواقدي: حدثني مصعب بن ثابت ، عن نافع مولى بني أسد - وكان عالما بفتنة ابن الزبير - قال: حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين ، وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى ، سنة ثلاث وسبعين ، فكان حصر الحجاج له خمسة أشهر ، وسبع عشرة ليلة. مقتل عبدالله بن الزبير عند الشيعه. وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحجاج حج بالناس في هذه السنة الخارجة ، وكان في الحج ابن عمر ، وقد كتب عبد الملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر في المناسك ، كما ثبت ذلك في " الصحيحين ". فلما استهلت هذه السنة ، استهلت وأهل الشام محاصرون أهل مكة ، وقد [ ص: 178] نصب الحجاج المنجنيق على مكة; ليحصر أهلها ، حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك ، وكان مع الحجاج خلق قدموا عليه من أرض الحبشة ، فجعلوا يرمون بالمنجنيق ، فقتلوا خلقا كثيرا ، وكان معه خمس مجانيق ، فألح عليها بالرمي من كل مكان ، وحبس عنهم الميرة فجاعوا ، وكانوا يشربون من ماء زمزم ، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة ، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام ، الله الله في الطاعة!