ان الله ليملي للظالم

وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) يقول تعالى: وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم وأمثالهم ، ( إن أخذه أليم شديد) وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته " ، ثم قرأ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).

شرح حديث إن الله ليُمْلِي للظالم، فإذا أخذه لم يُفْلِتْهُ

يتصور بعض المسلمين أن مقتضى وعد الله المسلمين أن ينصرهم على عدوهم أن يكون ذلك فور المواجهة بين الحق والباطل، وأن يكون ذلك في الجولة الأولى، وأن ينتصر المسلمون دائما في كل معاركهم ضد الباطل، بل وأن يكون النصر نصرا دنيويا، فلا يتعرض المسلمون للأسر ولا للقتل ولا للإصابة. وأن يكون القتل والأسر والإصابات والجراحات من نصيب المكذبين المعتدين الظالمين وحدهم. ويضيف هؤلاء: لماذا نرى الظالمين أطول أعمارا من المظلومين في كثير من حلقات التاريخ الإنساني؟ ولماذا نرى كثيرا من الظالمين يرفلون في ثياب النعمة والصحة، دون أن تتهددهم الأمراض، أو تتخطفهم يد الردى؟ لماذا لا نرى انتقام الله منهم؟ تحاول هذه المقالة الإجابة على هذه التساؤلات المحورية. ان الله ليملي للظالم. توقف سنة الإهلاك سبق لنا في مقال سابق أن بينا أن سنة الله في إهلاك الأمم الظالمة بسبب ظلمهم قد توقفت، دل على ذلك قوله تعالى، { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 43] ويمكن مطالعة المقال من الرابط التالي: توقف سنة إهلاك الظالمين. الجولة الأولى والذي نريد التأكيد عليه هنا أنه حتى لو كانت سنة الاستئصال لم تتوقف، لما كان مقتضى ذلك أن يبيد الله تعالى الظالمين فور تكذيبهم وظلمهم واعتدائهم على المستضعفين، ولكنه يهملهم ويترفق بهم.

قوله: ( زفير وشهيق إلخ) تقدم في بدء الخلق. قوله: ( أنبأنا بريد بن أبي بردة عن أبيه) كذا وقع لأبي ذر ووقع لغيره " عن أبي بردة " بدل عن أبيه وهو أصوب لأن بريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة فأبو بردة جده لا أبوه ، لكن يجوز إطلاق الأب عليه مجازا. قوله: إن الله ليملي للظالم أي يمهله ، ووقع في رواية الترمذي عن أبي كريب عن أبي معاوية إن الله يملي وربما قال " يمهل " ورواه عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة عن يزيد قال " يملي " ولم يشك. قلت: قد رواه مسلم وابن ماجه والنسائي من طرق عن أبي معاوية " يملي " ولم يشك. قوله: ( حتى إذا أخذه لم يفلته) بضم أوله من الرباعي أي لم يخلصه ، أي إذا أهلكه لم يرفع عنه الهلاك ، وهذا على تفسير الظلم بالشرك على إطلاقه ، وإن فسر بما هو أعم فيحمل كل على ما يليق به ، وقيل معنى لم يفلته لم يؤخره ، وفيه نظر لأنه يتبادر منه أن الظالم إذا صرف عن منصبه وأهين لا يعود إلى عزه ، والمشاهد في بعضهم بخلاف ذلك ، فالأولى حمله على ما قدمته. 80 من حديث: (إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته). والله أعلم.

80 من حديث: (إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)

2022-01-30 التوعية النوعية, تجمع دعاة الشام, تدبرات قرآنية, رسائل للقادة, صور, كاتب, ملفات وبطاقات دعوية 4, 777 زيارة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)» رواه البخاري تقييم المستخدمون: 4. 85 ( 2 أصوات)

( متفق عليه): وفي الجامع إلى قوله: ثم قرأ. رواه الشيخان والترمذي وابن ماجه.

شرح حديث: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته – عالم المعرفة

س: بعض البلدان الآن إذا سافر الإنسانُ يأتي عند الجوازات أو الجمرك فيقول الموظف: لا تمشي إلا إذا أعطيتني قروشًا، فما حكمه؟ ج: ما يجوز له أن يُعْطَى، هذه رشوة، فلا يُعْطَى، ويُشتكى إلى مرجعه. س: حديث النبي ﷺ: صلاةٌ بسواكٍ خيرٌ من سبعين صلاةً بدون سواك ؟ ج: فيه نظر، يحتاج إلى مراجعة أسانيده، ذكره ابنُ القيم رحمه الله وغيرُه، ويحتاج إلى مراجعة أسانيده، والسواك سُنَّةٌ على كل حال.

فيجب الحذر من الظلم كله، ولا يغتر، فما ينبغي للعاقل أن يغتر بإمهال الله وإنظاره، فقد يُملي كما قال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ۝ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:182-183]، وقال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم:42]، فالمؤمن يحاسب نفسه، ويجاهدها في أخذ الحق، وترك ما ليس له.