ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله

لا يحيق المكر السيء إلا بأهله: استدعى الملك كبير خدمه: إذا بعثت إليك أحدا بكذا أو كذا فاقتله، وابعث برأسه إلي وبعد قليل أحضر الملك أحمد اليتيم وقال له: اذهب إلى فلان واطلب منه كذا وكذا "الأمر الذي أخبر بده دليلًا على قطع الرأس" فامتثل أحمد اليتيم وذهب، وفيما هو في طريقه لقي بعض الخدم، فحكموه في أمر اختلفوا فيه وطلبوا منه التحكيم بينهم، فأخبرهم بما هو مكلف به. فقالوا له: نبعث الخادم فلان ليحضر ما تطلب حتى تفصل في أمرنا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وأرسل الخادم بدلًا عنه، وذهب ذلك الخادم، وأخبر رئيس الخدم برسالته فقتله وحز رأسه وجاء بها إلى الملك ، فلما أبصره وكشف عنه الغطاء، رأى رأسًا أخرى، فأمر بإحضار أحمد اليتيم فسأله عن خبر هذا الخادم، فأخبره بما كان. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله تفسير. فقال له الملك: أتعرف لهذا الخادم ذنبا؟ قال: نعم، إنه فعل كذا وكذا مع فلانة الجارية، وقد سألاني بالله ربي أن أكتم خبرهما، فلما سمع الملك ذلك سكن ما به، من غل وحقد تجاه أحمد اليتيم وأمر بقتل الجارية، وأعاد إلى أحمد ثقته به واطمئنانه إليه. المستفاد من القصة: قالوا قديمًا في الأمثال الشعبية "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" وأرى أن هذا المثل ينطبق على الجارية التي حفرت الحفرة لذلك البريء حتى تتخلص منه فما كان منها إلا أن كانت أول الهالكين فيها، لذلك احرص أخي المسلم بالابتعاد عن المكر السيء وتجنب عواقبه الوخيمة.
  1. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله - علوم

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله - علوم

ـ وهذا الإمام البخاري ـ صاحب الصحيح ـ كان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك! فيقول: {{C} {C}إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا{C} {C}} [ النساء:76] ويتلو أيضاً: {{C} {C}وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه{C} {C}} [فاطر:43]، فقال له أحد أصحابه: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟ فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}اصبروا حتى تلقوني على الحوض{C} {C}»، وقال صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}من دعا على ظالمه، فقد انتصر{C} {C}» [سير أعلام النبلاء:23/455].

وأذكِّر من زعم ذلك واتهم الشيخ بدعم أولئك بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [سورة الأحزاب: 58]، وبقول النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يعد خصال المنافقين: «وإذا خاصم فجر» [رواه البخاري ومسلم]، فليتقوا الله وليتوبوا إليه قبل فوات الأوان. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله - علوم. وختاماً، علينا أن نحذر من خذلان العلماء، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، ولننتبه حتى لانقع ضحية لتلبيسات هؤلاء الأفاكين، أو لسقطات بعض المحسوبين على العلم وتصريحاتهم المتعجلة البعيدة عن التثبت والروية. كما علينا جميعاً أن نعلن تأييدنا لموقف الشيخ وفقه الله وأعانه، ودعمنا لجهره بالحق وصدعه به وصبره وثباته عليه ولنحافظ على وحدتنا الشرعية والأخلاقية والاجتماعية التي يريد هؤلاء أن يخترقوها ويحرفوها عن مسيرتها الطويلة، خيب الله آمالهم ورد كيدهم في نحورهم، وحمى بلادنا وبلاد المسلمين من شرورهم. والله أسأل أن يوفق ولاة الأمر لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجعلهم يداً واحدة مع العلماء والصادقين في وجه كل مفسدٍ ومخرِّب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: 227].