ـ وهذا الإمام البخاري ـ صاحب الصحيح ـ كان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك! فيقول: {{C} {C}إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا{C} {C}} [ النساء:76] ويتلو أيضاً: {{C} {C}وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه{C} {C}} [فاطر:43]، فقال له أحد أصحابه: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟ فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}اصبروا حتى تلقوني على الحوض{C} {C}»، وقال صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}من دعا على ظالمه، فقد انتصر{C} {C}» [سير أعلام النبلاء:23/455].
وأذكِّر من زعم ذلك واتهم الشيخ بدعم أولئك بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [سورة الأحزاب: 58]، وبقول النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يعد خصال المنافقين: «وإذا خاصم فجر» [رواه البخاري ومسلم]، فليتقوا الله وليتوبوا إليه قبل فوات الأوان. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله - علوم. وختاماً، علينا أن نحذر من خذلان العلماء، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، ولننتبه حتى لانقع ضحية لتلبيسات هؤلاء الأفاكين، أو لسقطات بعض المحسوبين على العلم وتصريحاتهم المتعجلة البعيدة عن التثبت والروية. كما علينا جميعاً أن نعلن تأييدنا لموقف الشيخ وفقه الله وأعانه، ودعمنا لجهره بالحق وصدعه به وصبره وثباته عليه ولنحافظ على وحدتنا الشرعية والأخلاقية والاجتماعية التي يريد هؤلاء أن يخترقوها ويحرفوها عن مسيرتها الطويلة، خيب الله آمالهم ورد كيدهم في نحورهم، وحمى بلادنا وبلاد المسلمين من شرورهم. والله أسأل أن يوفق ولاة الأمر لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجعلهم يداً واحدة مع العلماء والصادقين في وجه كل مفسدٍ ومخرِّب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: 227].