وصايا نبوية | أوصاني خليلي بثلاث
وحين يغط في النوم أقوامٌ, يثني ربنا على المؤمنين بأنهم ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع) ولما أخفوا عملهم عن الناظرين أخفى الله ثوابهم عن السامعين فقال رب العالمين ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) قال ابن عباس: الأمر في هذا أعظم وأجل من أن يُعرف تفسيره. ما ظنك يا موفق بصلاة يحبها خالقك, في الحديث أنه ﷺ قال ( أوتروا فإن الله وترٌ يحب الوتر) فما لنا نفرط فيها. ومن عجبٍ حين تعلم أن الوتر يستغرق منك دقائق يسيرة, وكثير منا يقصر فيه استثقالاً, في حين أننا قد نعكف على أجهزة الاتصال دقائق وساعات بلا ملل, والشأن كله توفيق وحرمان.
والرمح يقدر بستة أمتار في رؤية العين، وقدر الفلكيون الوقت الذي تحل فيه النافلة بنحو نصف ساعة من طلوع الشمس، وينتهي وقتها قبل الظهر بأربع دقائق فلكية؛ لأن هذا الوقت تكره الصلاة فيه، ويسمى وقت الاستواء، وبعده تميل الشمس إلى الغرب، فإذا مالت درجة فقد وجب الظهر، والدرجة الشمسية تقدر بأربع دقائق. وأقل ما يجزئ في صلاة الضحى ركعتان، فمن شاء اكتفى بها، ومن شاء صلى أكثر إلى اثنتى عشرة ركعة. فقد ثبت أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاها أربعاً، وصلاها ثمانياً، وصلاها أكثر من ذلك. فعن أم هانيء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلِّي سجدة الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، يُسَّلمُ مِن كُل رَكْعَتَيْنِ ". وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: " كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلي الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ويزيد مَا شَاء الله ". اوصاني خليلي بثلاث لا ادعهن حتى اموت. واعلم أن صلاة الضحى تعين التائبين على تجديد التوبة وتصحيح النية والإخلاص في العمل والتحرر من الغفلة وكسر جماح الشهوة. ولهذا سماها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الأوابين، وهم الذين تابوا ورجعوا إلى الله وأنابوا إليه واطمأنت نفوسهم بذكره، فلم يكن للشيطان عليهم سلطان.
ليست هذه الثلاث بجديدة علينا, لكن المهم هل نحن ممن يعمل بها, وممن انتفع بهذه الوصية المتأكدة؟ أول هذه الثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر, وبصوم يومٍ يباعد الله الصائم عن النار مسافة سبعين سنة.
س: ولا يعتبر من الشحناء؟ الشيخ: لا لا، ما فيه شيء، هو الظالم.