وقد حكم النبيّ صلى الله عليه وسلم بتفّوقِ حسانَ على رفيقيْهِ بعدما سمع أشعارهم، وهذه شهادةٌ قيَّمة بشاعرية حسان. وهكذا اختاره النبيّ صلى الله عليه وسلم ليكونَ شاعرهُ المفضل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُدركُ صعوبةَ أن يهجو الشاعر قريشاً دون أن يصيبه صلى الله عليه وسلم من ذلك شيء، فقال لحسانَ، مختبراً له: إن لي فيهِم نَسباً، فأتِ أبا بكرٍ، فإنه أعلمُ قريشٍ بأنسابها، فيُخلَّصُ لك نسبي. قال حسانْ: والذي بعثك بالحق لأسلَّنك منهم ونسبك سلَّ الشعرةِ من العجين!!. ويقولُ النبي صلى الله عليه وسلم مُشجعاً له: اهجُهُم أنتَ وجبريلُ معك!. وقال صلى الله عليه وسلم لما سمع بعضَ شعر حسانَ فيهم: والله، لَشِعْرُكَ أشدُّ عليهم من وقعِ السَّهامِ في غَبَشِ الظلامِ. ولم يكن حسانُ يهجو المشركين بالكفر والشرك، مثلما فعل غيرهُ من الشعراء، فبالنسبةِ للمشركين لا أهمية لهجائهم بالكفر والشرك، وإنما هجاهم حسانُ بالمعارك التي هُزموا فيها، وعيَّرَهم بالمثالبِ (الجوانبِ السلبية فيهم)، لذلك أثَّرَ هجاؤه فيهم تأثيراً كبيراً. الشاعر حسان بن ثابت رثاء الرسول. ومنذُ أن أصبحَ حسانُ شاعرَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، أصبَحَ شعرُهُ دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين، وحرباً على أعدائهِ وأعداء المسلمين، وردَّا على هجاءِ المشركين.
و شاهد أيضاً قصائد مدح الرسول لحسان بن ثابت شاعر النبي محمد.
وتسجيلاً لما حدثَ في عهدِ الرسولِ من غَزواتٍ وأحداثٍ، ومفاخرةً لشعراء الوفودِ التي كانت تَقْدِم على الرسول، ورثاءٍ لمن يستشهدُ من المسلمين إبَّانِ الوقائعِ، فكان شعره في تلك الفترةِ سجلاً لجميعِ الأحداثِ التي توالتْ على المسلمينَ، وغَلبَ منذ ذلك الحين الطابعُ الإسلامي على موضوعاتِ شعرِهِ. وشعرُ حسانَ مهم لأنه يعتبرُ مصدرا من مصادر التاريخ الإسلامي. وكانت لحسان منزلُة رفيعةُ يُحسدُ عليها، فقد كان الرسولُ يُظلُّهُ بجِناح رِعايته، ويَبسُطُ عليه حمايته، ويُظهرُ إعجابَهُ بشعرِهِ ويكافِئُهُ عليه.. ولا عَجَبَ ،فقد كان حسانُ مُجاهداً بلسانِهِ وشِعْره، وهذا لا يقلُّ عن الجهاد بالسيوفِ والرماحٍ إن لم يَزد عليه أحياناً. فلما تُوفي الرسولُ صلى الله عليه وسلم فقدَ المنزلةَ التي كان يَحظى بها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأ يقلُّ إقبالُ الناسِ على شِعرِهِ حين خفَّ الصراعُ بين المسلمين والمشركين لأنَ أكثرَ العربِ اعتنقوا الإسلام. بحث عن الشاعر حسان بن ثابت - موضوع. وزَهِدَ حسانُ في الشعر إلا في المناسبات، وأصيبَ بالعمى، وامتد بهِ العمرُ إلى أن مات سنة 40 للهجرة وقيل 50ه. أما شعرُهُ فقسمانِ: جاهلي وإسلامي: شِعْرُهُ الجاهلي: وهو قليلٌ، ويؤدي فيه حسانُ مهمةَ شاعرِ القبيلةِ.