رزق العلم والفقه؛ وهو ميراث الأنبياء كما وصف سيدنا محمد، والحكمة هي عطاء عظيم، كما قال تعالى (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرًا) فكلاهما رزق واسع وعظيم من المولى سبحانه. رزق الإيمان؛ فالإنسان المؤمن بعطايا ربه، وانه هو الرزاق وصاحب الرزق وهو النافع والضار، قد أوتي رزقا من الله قد لا يعطي أحدا غيره هذا الرزق، كما أن هذا النوع من الرزق هو الذي يدخل صاحبه الجنة. رزق الصحة؛ وهي نعمة كبيرة لا يمتلكها الكثيرون، فمن عافاه الله في بدنه، فقد منحة رزق عظيم، فهي أفضل نعمة بعد الإيمان بالله. رزق محبة الناس؛ فالشخص المحبوب بين الناس هو شخص القى الله في قلوب الناس محبته، فلا بد من حمد الله على هذه النعمة وعدم نسبها إلى نفسك. رزق المال؛ وهو الرزق الذي يقضي الإنسان به حوائجه، ويعيش منه. رزق الزوجة الصالحة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ). رزق الذرية الصالحة؛ فهي من النعم العظيمة، فالذرية الطالحة تشقى صاحبها، ولكن من يمتلك ذرية صالحة يمتلك رزق من الله ومصدر لسعادته. تحقيق البركة في الرزق بتجربتي مع إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين عرفت أن العبد ينال البركة في رزقه عند التزامه بعدة أمور، منها ما يلي: البعد عن شبهات الحرام، وجلب الرزق الحلال.
القدر الذي يثبته أهل السنة من صفة المحبة الفرق التي ضلت في صفة المحبة والرد عليهم دلت النصوص على إثبات هذين النوعين لله سبحانه وتعالى، وهي من الصفات الفعلية، وقد ضل في ذلك الجهمية، فأنكروا المحبة من الطرفين، فقالوا: إن الله لا يحِب ولا يُحَب! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، قالوا: إن الله لا يحب أحداً من عباده، ولا يحبه أحدٌ من عباده، سبحان الله العظيم! كيف يجرءون على هذا، ويعطلون ما دل عليه الكتاب والسنة؟! وعلتهم في هذا النفي أنهم: قالوا: إن المحبة إنما تكون بين متناسبين، ولا نسبة بين الخالق والمخلوق. هكذا زعموا وافتروا في إبطال ما أثبته الله لنفسه من محبته لعباده، وما أثبته من محبة عباده له.
﴿ تفسير البغوي ﴾ ( إن الله هو الرزاق) يعني: لجميع خلقه ( ذو القوة المتين) وهو القوي المقتدر المبالغ في القوة والقدرة. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم بين- سبحانه- أنه هو صاحب القوة والرزق فقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ أى: إن الله- تعالى- هو الرزاق لغيره دون أحد سواه، وهو- سبحانه- صاحب القوة التي لا تشبهها قوة، وهو المتين أى: الشديد القوة- أيضا- فهو صفة للرزاق، أو لقوله: ذُو، أو خبر مبتدأ محذوف. وهو مأخوذ من المتانة بمعنى القوة الفائقة. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ وقوله: ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) قال الإمام أحمد:حدثنا يحيى بن آدم وأبو سعيد قالا حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني لأنا الرزاق ذو القوة المتين ". ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث إسرائيل ، وقال الترمذي: حسن صحيح. ومعنى الآية: أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له ، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ، ومن عصاه عذبه أشد العذاب ، وأخبر أنه غير محتاج إليهم ، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم ، فهو خالقهم ورازقهم.
حين يطلب الله منا عبادته، ويعلمنا أنه غير محتاج لنا، بل نحن الفقراء إليه سبحانه، ويذكر الرزق والطعام خصوصا مع أنه داخل في معنى الرزق لأنه المقصود الأهم عند الناس، عندها يخبرنا أنه: الله الرزّاق كثير الرزق فلا يعجزه تعالى شيء أن يعطي ويبسط أو يمنع ويقبض فبيده ملكوت كل شيء، والله ذو القوة فلا تقف أمامه أي قوة تتصرف في شأنه عموما، وفي رزقه خصوصا، والله هو المتين القوي الشديد، لا تلحقه مشقة ولا يمسه لغوب، ذو الاقتدار الشديد.
—— إن لفظ الرزق يطلق أيضاً علي مجال هذا الفعل؛ أي فعل الرزق، فكل ما يمكن أن يكون رزقاً لدابة من دواب الأرض مثلا هو رزق ممكن، ولكنه لا يكون رزقاً لدابة بالمعنى الاصطلاحي الحقيقي إلا عندما يتم تخصيصه لها، فبهذا التخصيص يتحول الرزق الممكن إلى رزق حقيقي، فالرزق هو أن يتم تخصيص كيان مادي لصالح كائن حي يتم به الحفاظ على بعض كياناته وتنميتها، وهذا التخصيص أو التعيين يتم بسريان نسق من القوانين والسنن هو من مقتضيات المنظومة الكلية للأسماء الحسنى وخاصة منظومة أسماء الرزق.