سورة المعارج تفسير السعدي

ثم عين اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة البصر. ثم حق اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة. وهذا القرآن الكريم، بهذا الوصف، فإن ما فيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية، وما فيه من الحقائق والمعارف الإيمانية، يحصل به لمن ذاقه حق اليقين. تفسير سورة المعارج الآية 28 تفسير السعدي - القران للجميع. ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) أي: نزهه عما لا يليق بجلاله، وقدسه بذكر أوصاف جلاله وجماله وكماله. تم تفسير سورة الحاقة، والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، على كماله وأفضاله وعدله. تفسير سورة سأل سائل وهي مكية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ( 2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ( 3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ( 4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا ( 5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ( 6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا ( 7). يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين، واستعجالهم لعذاب الله، استهزاء وتعنتا وتعجيزا: ( سَأَلَ سَائِلٌ) أي: دعا داع، واستفتح مستفتح ( بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ) لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم ( لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ) أي: ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل، من متمردي المشركين، أحد يدفعه قبل نزوله، أو يرفعه بعد نزوله، وهذا حين دعا النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين فقال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إلى آخر الآيات.

تفسير سورة المعارج الآية 28 تفسير السعدي - القران للجميع

وشدة الإنسان خبل على الجزع وشدة الحرص, إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى, وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك, إلا المقيمين للصلاة الذين يحافظون على أدائها في جميع الأوقات, ولا يشغلهم عنها شاغل, والذين في أموالهم نصيب معين فرضه الله عليهم, وهو الزكاة لمن يسألهم المعونة, ولمن يتعفف عن سؤالها, والذين يؤمنون بيوم الحساب والجزاء فيستعدون له بالأعمال الصالحة, والذين هم خائفون من عذاب الله إن عذاب ربهم لا ينبغي أن يأمنه أحد والذين هم حافظون لفروجهم عن كل ما حرم الله عليهم, إلا على أزواجهم وإمائهم, فإنهم غير مؤاخذين. فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات, فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام. والذين هم حافظون لأمانات الله, أمانات العباد, وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد والذين يؤدون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان, والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلون بشيء من واجباتها. تفسير سورة المعارج السعدي | كنج كونج. أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرون في جنات النعيم, مكرمون فيها بكل أنواع التكريم فأي دافع دفع هؤلاء الكفرة إلى أن يسيروا نحوك- يا محمد- مسرعين, وقد مدوا أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك, يتجمعون عن يمينك وعن شمالك حلقا متعددة وجماعات متفرقة يتحدثون ويتعجبون؟ أيطمع كل واحد من هؤلاء الكفار أن يدخله الله جنة النعيم الدائم؟ ليس الأمر كما يطمعون, فإنهم لا يدخلونها أبدا.

تفسير سورة المعارج تفسير السعدي

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ( 44) لايوجد تفسير لهذه الآية - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تفسير سورة المعارج السعدي | كنج كونج

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} أي: هو العذاب الذي يخشى ويحذر.

إنا خلقناهم مما يعلمون من ماء مهين كغيرهم, فلم يؤمنوا, فمن أين يتشرفون بدخول جنة النعيم؟ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ↓ فلا أقسم برب مشارق الشمس والكواكب ومغاربها, عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ↑ إنا لقادرون على أن نستبدل بهم قوما أفضل منهم وأطوع لله؟ وما أحد يسبقنا ويفوتنا ويعجزنا إذا أردنا أن نعيده. فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ↓ فاتركهم يخوضوا في باطلهم, ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يوم القيامة الذي يوعدون فيه بالعذاب, يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ↓ يوم يخرجون من القبور مسرعين, كما كانوا في الدنيا يذهبون إلى آلهتهم التي اختلقوها للعبادة من دون الله, يهرولون ويسرعون, ذليلة أبصارهم منكسرة إلى الأرض, تغشاهم الحقارة والمهانة, ذلك هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا, وكانوا به يهزؤون ويكذبون. خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ↓

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ↓ دعا داع من المشركين على نفسه وقومه بنزول العذاب عليهم, لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ↓ وهو واقع بهم يوم القيامة لا محالة, ليس له مانع يمنعه مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ↓ من الله ذي العلو والجلال, تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ↓ تصعد الملائكة وجبريل إليه تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا, وهو على المؤمن مثل صلاة مكتوبة. فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا ↓ فاصبر- يا محمد- على استهزائهم واستعجالهم العذاب, صبرا لا جزع فيه, ولا شكوى منه لغير الله. تفسير سورة المعارج تفسير السعدي. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ↓ إن الكافرين يستبعدون العذاب ويرونه غير واقع, وَنَرَاهُ قَرِيبًا ↓ ونحن نراه واقعا قريبا لا محالة. يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ ↓ يوم تكون السماء سائلة مثل حثالة الزيت, وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ↓ وتكون الجبال كالصوت المصبوغ المنفوش الذي ذرته الريح. وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ↓ ولا يسأل قريب قريبه عن شأنه. لأن كل واحد منهما مشغول بنفسه. يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ↓ يرونهم ويعرفونهم, ولا يستطيع أحد أن ينفع أحدا.