حديث عن الوفاء بالعهد

حديث عن الوفاء بالعهد، من اكثر الصفات التي على الانسان ان يتصف بها هي الوفاء بالعهد، حيث ان هذه الصفة تعمل على زيادة المودة والاحترام والمحبة بين الناس، وصفة الوفاء بالعهد ينتج عنه استقرار المجتمع، والأمن والامان، كما ان هذه الصفة ليس الجميع يتصفوا بها، ويعتبر الإيمان بالله يعتبر هذا عهد، ومن افضل العهود التي يجب على الاشخاص الإلتزام بها والوفاء به، وهي أيضاً وصية الرسول صل الله عليه وسلم، فقد أمرنا بها الرسول- صل الله عليه وسلم- بالوفاء به، حديث عن الوفاء بالعهد. الإجابة هي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تُمَارِ أَخَاكَ وَلا تُمَازِحْهُ ، وَلا تَعِدْهُ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ".

جمال القرآن.. "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" بلاغة وصف الوفاء بالعهد مع الله

عباد الله: سنقفُ وقفةً هامةً مع خلقٍ من أخلاق الإسلام العظيمة، وصفةٍ من صفاتِ الأنبياءِ الكرامِ، وخصلةٍ حميدةٍ من خِصال الإيمان. هذا الخُلقُ الذي أمرنا به ربُّنا جل وعلا في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيهِ وحبيبه محمد سيد الأنبياء وقائد المرسلين صلى الله عليه وسلم، هذا الخلق الذي فرط فيه كثير من المسلمين اليوم. حديث عن الوفاء بالعهد. إنه خلقُ الوفاء يا عباد الله؛ الذي هو صفةٌ لازمةٌ وخلقٌ من أخلاقِ أصفيائِه المتقين، ذكره الله تعالى في كثير من آيات كتابِه، توجيهًا لعبادِه بأهميتِه وضرورتِه، قال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاةُ والسلامُ:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[النجم:37]، وقال عن إسماعيل عليه الصلاةُ والسلامُ:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: 54]. وقال تعالى ذاكراً بعض صفات أهل الجنة المكرمين، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8]. وقال جلَّ وعلا في علامات المتَّقين الصادقين:{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[البقرة: 177].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضلهِ وإحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الداعي إلى جنتهِ ورضوانِه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجِه إلى يومِ الدِّين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فاتقوا الله جل وعلا، واعلموا أن الجنَّةَ سلعتُها غاليةٌ وتحتاجُ منَّا إلى نيةٍ طيبةٍ وعملٍ صالحٍ. عباد الله: اعلموا أن الوفاء بالعهد سببٌ من أسبابِ دخولِ الجنَّةِ، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَحَصَّنوا فُرُوجَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني). لذا يجبُ على كلِّ واحدٍ منَّا التحليْ بهذهِ الصفةِ الكريمةِ لأنها دليلٌ ظاهرٌ على صدقِ الإيمانِ، وخصلةٌ من خصالِ المؤمنينَ الصالحينَ، وهي أدبٌ ربانيٌ جليلٌ، وخُلقٌ نبويٌ كريمٌ، وسُلوكٌ إسلاميٌ حميدٌ، وقِيمةٌ أخلاقيةٌ وإنسانيةٌ عظيمةٌ، وبها تُدْعَمُ الثقةُ بين أفرادِ الأسرةِ، والمجتمعِ، وتطمئنُّ بها القلوبُ، وتُزكَّى بها النُفوسُ، وتنمو أواصرُ التعاونِ بين أفرادِ المجتمعِ، فمن أعطى عهدًا لله أو لعبادِه فقد أصبح مسئولاً عن الوفاءِ به.