[6] وصول عمر بن عبد العزيز إلى الخلافة قبل وفاة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان جلس يفكر عند مرضه إلى من يولّي الخلافة من بعده، وقد كان ابنه صغيرًا، فاقترح عليه أحد المستشارين أن يولّيها لعمر بن عبد العزيز فهو خير من يحملها، ففعل وكتبها له، فعلم عمر بن عبد العزيز بذلك فصعد على المنبر قبل موت سليمان، وخطب بالنّاس خالعًا نفسه ومعفيهم من بيعته على أن يختاروا هم من يكون خليفةً عليه، فصاح الناس جميعًا قد اخترناك ورضينا بك، فأوصاهم بتقوى الله، وقد تمّ اختياره لما له من الفطنة والرشد وسداد الرأي والخوف من الله. مناقب عمر بن عبد العزيز لما ولي خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز بعث للناس يقول لهم قد ترون ما ابتليت به وما قد نزل بي فما عندكم، فقال له محمد بن كعب: اجعل الشيخ أبًا والشاب أخًا والصغير ولدًا، فبرّ أباك وصل أخاك وتعطّف على ولدك، وقال رجاء له: أرض للنّاس ما ترضاه لنفسك، وما كرهت أن يؤتى إليك فلا تأته إليهم، واعلم أنّك أول خليفةٍ تموت، وقال له سالم بن عبد الله، اجعل الأمر يومًا واحدًا صم فيه عن الشهوات، واجعل فطورك الموت. وقيل إنه لما ولي الخلافة صعد يخطب في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "أيها الناس، من صحبنا فليصحبنا بخمس، وإلا فليفارقنا؛ يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، ويعيننا على الخير بجهده، ويدلنا من الخير على ما لا نهتدي إليه، ولا يغتابن عندنا الرعية، ولا يعرضن فيما لا يعنيه.
رده للمظالم فور توليه الخلافة بعدما تسلم عمر بن عبد العزيز الخلافة وقد كان ليلتها ساهرًا في دار سليمان بن عبد الملك بعد وفاته، فذهب إلى داره لكي يشرع في النوم ويستريح قليلًا فأتى إليه ابنه عبد الملك يقول له ماذا ستفعل يا أمير المؤمنين، فرد عليه عمر بأنه سينام قليلًا لكي يرتاح من تعب الليلة الماضية، فقال له ابنه كيف ستنام ولم ترد المظالم إلى أهلها، فقال سأردها حينما أفيق من النوم وقت صلاة الظهر، قال له ابنه أتضمن أن تعيش للظهر! فقام عمر وحضن ابنه وحمد ربه على هذا الابن الصالح والعاقل، وذهب عمر مباشرة ونادى في الناس ويسألهم من له مظلمة لكي يرفعها له وقام عمر برد جميع المظالم إلى أصحابها، وسار هكذا طيلة فترة حكمه لا ينام الليل إلا وهو يرد المظالم إلى أهلها، فالحق والعدل هما منهاجه في الحكم بين الرعية، وهذا يشبه تمامًا ما كان يفعله عمر بن الخطاب في حكمه ولذلك فهو عمر الثاني بعد عمر بن الخطاب، والخليفة الراشد الخامس.
حياك الله أخي السائل، هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، ولد سنة 16هجري، في المدينة المنورة، نشأ عند أخواله آل الخطاب، فتأثر بهم، وكان شديد الإقبال على العلم، وهو ثامن خلفاء الدولة الأموية، ولاه الخليفة الوليد بن عبد الملك على المدينة المنورة، ولمّا توفي تولى الخلافة. نعم، لُقّب بخامس الخلفاء الراشدين؛ لما كان عليه من ورع وتقوى، وخشيةً من الله تعالى، ونشراً للعدالة، والسهر على راحة المسلمين، ونظراً لسياسته العادلة في حكم الرعية، فقد كانت فترة حكمه القصيرة، والتي لم تتجاوز الثلاث سنوات، من أعظم الفترات بعد حكم الخلفاء الراشدين الأربعة، لذلك لقبوه الأمويين بخامس الخلفاء الراشدين.
[٥] المراجع ↑ "خامس الخلفاء الراشدين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف. ^ أ ب "نبذة عن حياة عمر بن عبد العزيز، وذِكر شيء من سيرته" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف. ^ أ ب "عمر بن عبد العزيز الأمويّ الرّاشد " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف. ^ أ ب "سيرة عمر بن عبد العزيز" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف. ↑ "تفسير الشعرواي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف.