هذه المعاني لعلها تخفى على كثير من المسلمين، نسأل الله تعالى أن نكون قد وفِّقنا للبيان والحمد لله رب العالمين.
افندينا للجلابيات
والإخلاص هو سر التوفيق ، وهو بوابة حيازة الخيرات والقربات وقبولها من الله ، الذي يحب المخلصين ، الذين باعوا أنفسهم وأوقاتهم وكل ما يملكون لربهم قال تعالى: (( قُلْ إنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)) [الزمر: 11]، وقال الله عز وجل عن الحكمين بين الزوجين المتخاصمين: ( فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا) سورة النساء 35. فانظر كيف تنعكس نية الحكمين على العلاقة بين الزوجين، ( إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا) قيل: الحكمين، وقيل: الزوجين، ( إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا) فالتوفيق متى يأتي؟ عندما تصدق النية، وعندما يريدون الصلاح والإصلاح، يوفق الله تعالى صاحب العمل. خامساً: من علامات توفيق الله لعبده التوكل على الله والإنابة إليه:قال الله تعالى عن نبيه شعيب (عليه الصلاة والسلام): ( وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88] ، فالتوفيق منزلة عظيمة ، يهبها الله لمن أحب من عباده ، فإذا علم الله من عبده الصدق والإنابة إليه ، وفّقه الله وهداه ، قال تعالى: ( قُلْ إنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) [الرعد: 27] فإذا وفق الله العبد اجتباه ، ويسّر له أبواب الخير ، يضرب بسهم في كل باب ، تراه تواقاً منهوماً مستسهلاً للصعاب طارحاً للعقبات.