ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض

فالمعنى على الاحتمالين: ونحن حينئذ مُريدون أن ننعم في زمن مستقبل على الذين استضعفوا. والمنّ: الإنعام ، وجاء مضارعه مضموم العين على خلاف القياس. ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض. و { الذين استضعفوا في الأرض} هم الطائفة التي استضعفها فرعون. و { الأرض} هي الأرض في قوله { إن فرعون علا في الأرض} [ القصص: 4]. ونكتة إظهار { الذين استضعفوا} دون إيراد ضمير الطائفة للتنبيه على ما في الصلة من التعليل فإن الله رحيم لعباده ، وينصر المستضعفين المظلومين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً. وخص بالذكر من المن أربعة أشياء عطفت على فعل { نمنّ} عطف الخاص على العام وهي: جعلهم أيمة ، وجعلهم الوارثين ، والتمكين لهم في الأرض ، وأن يكون زوال ملك فرعون على أيديهم في نعم أخرى جمة ، ذكر كثير منها في سورة البقرة. فأما جعلهم أيمة فذلك بأن أخرجهم من ذلّ العبودية وجعلهم أمة حرة مالكة أمر نفسها لها شريعة عادلة وقانون معاملاتها وقوة تدفع بها أعداءها ومملكة خالصة لها وحضارة كاملة تفوق حضارة جيرتها بحيث تصير قدوة للأمم في شؤون الكمال وطلب الهناء ، فهذا معنى جعلهم أيمة ، أي يقتدي بهم غيرهم ويدعون الناس إلى الخير وناهيك بما بلغه ملك إسرائيل في عهد سليمان عليه السلام.

الآيات 1-6 | هدى القرآن

الرّابع: قوله: (ونمكن لهم في الأرض) أي نجعلهم يحكمون في الأرض وتكون السلطة والقدرة وغيرهما لهم وتحت تصرفهم.. والخامس: إن ما كان يحذره الأعداء منهم وما عبأوه لمواجهتهم يذهب أدراج الرياح، وتكون العاقبة لهم (ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون). هكذا لطف الله وعنايته في شأن المستضفين، فهي بشارةٌ في صدد انتصار الحق على الباطل والإيمان على الكفر. وهي بشارةٌ لجميع الأحرار الذين يريدون العدالة وحكومة العدل وانطواء بساط الظلم والجور. الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)! - ملتقى الخطباء. وحكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة ما هي إلاّ نموذج لتحقق هذه المشيئة الإلهية والمثل الأكمل هو حكومة نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه بعد ظهور الاسلام.. حكومة الحفاة العفاة والمؤمنين المظلومين الذين كانوا موضع تحقير فراعنة زمانهم واستهزائهم ويرزخون تحت تأثير الضغوط «الظالمة» لائمّة الكفر والشرك. وكانت العاقبة أن الله فتح على أيدي هؤلاء المستضعفين أبواب قصور الأكاسرة والقياصرة، وأنزل أُولئك من أسرّةِ الحكم والقدرة وأرغم أنوفهم بالتراب. والمثل الأكبر والأوسع هو ظهور حكومة الحق والعدالة على جميع وجه البسيطة ـ والكرة الأرضية ـ على يد «المهديّ» أرواحنا له الفداء.

الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)! - ملتقى الخطباء

وهنا تتضح لمحة الإعجاز التشريعي في الآية التي اخترناها عنوانا لهذا المقال, والتي تؤكد حقيقة أنه لا سلطان في هذا الوجود كله لغير الله, ولا قدرة بجوار قدرة الله, ولا ناصر غير الله. ولو أدرك بنو آدم ذلك ما تظالموا, ولا تحاربوا, ولا جار بعضهم على بعض, ولا سفك بعضهم دماء بعض, لأن الله- تعالى- هو مالك الملك, ومجري الخير للعباد, ومحقق عدله المطلق بينهم. والله يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدهونه 'لى يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إعراب قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين الآية 5 سورة القصص

• قال الإمام النووي رحمه الله:" قال العلماء: والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل،أنهم مخصوصون بكمال الصبر،وصحة الاحتساب،ومعرفة أن ذلك نعمة من الله تعالى، ليتم لهم الخير ويضاعف لهم الأجر ويظهر صبرهم ورضاهم". • وبعد البلاء والمحن: مننٌ ونعم، ثم جعلهم ملوكا وأمراء، ثم توريث وغنائم ، فتمكين ورسوخ، فمعاينة النبوءات كما قال تعالى:( {ونجعلَهم أئمةً ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض، ونريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}) [سورة القصص] • وللمستضعفين المبتلَين أسوة فيمن سلف، وعبرة لمن اتعظ، ومن روائع الإمام ابن القيم رحمه الله:" يا مخنَّث العزم- أي ضعيف ومسترخٍ عزمه - أين أنت والطريق ؟! طريق تعِب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسفُ بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمدٌ صلى الله عليه وسلم، تُزها أنت باللهو واللعب!! ". إعراب قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين الآية 5 سورة القصص. • فهذا الامتنان له مقدمات وشرائط: كالإيمان والصبر، والثبات والبذل، والصدق والعمل، والنزاهة والتباعد، والتقوى والدعوة، واليقين والتفاؤل ، وكل ذلك قد حوته المدرسة النبوية، وعلمتنا الصبر في المحن، واليقين زمن الشدة، والتفاؤل ولو اسودت البيئة ، والدأب ولو اشتد النفاق( {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}.. ) سورة آل عمران.

تفسير قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في

القول في تأويل قوله تعالى: ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ( 5) ( ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ( 6)) قوله: ( ونريد) عطف على قوله: ( يستضعف طائفة منهم) ومعنى الكلام: أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها ، من بني إسرائيل ، فرقا يستضعف طائفة منهم ( و) نحن ( نريد أن نمن على الذين) استضعفهم فرعون من بني إسرائيل ( ونجعلهم أئمة). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) قال: بنو إسرائيل. قوله: ( ونجعلهم أئمة) أي: ولاة وملوكا. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. [ ص: 518] حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ونجعلهم أئمة) أي: ولاة الأمر. وقوله: ( ونجعلهم الوارثين) يقول: ونجعلهم وراث آل فرعون يرثون الأرض من بعد مهلكهم. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ونجعلهم الوارثين): أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة ( ونجعلهم الوارثين) يقول: يرثون الأرض بعد فرعون.

تفسير و معنى الآية 5 من سورة القصص عدة تفاسير - سورة القصص: عدد الآيات 88 - - الصفحة 385 - الجزء 20. ﴿ التفسير الميسر ﴾ ونريد أن نتفضل على الذين استضعفهم فرعون في الأرض، ونجعلهم قادةً في الخير ودعاةً إليه، ونجعلهم يرثون الأرض بعد هلاك فرعون وقومه. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير «ونجعلهم الوارثين» ملك فرعون. ﴿ تفسير السعدي ﴾ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ بأن نزيل عنهم مواد الاستضعاف، ونهلك من قاومهم، ونخذل من ناوأهم. وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً في الدين، وذلك لا يحصل مع استضعاف، بل لا بد من تمكين في الأرض، وقدرة تامة، وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ للأرض، الذين لهم العاقبة في الدنيا قبل الآخرة. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) يعني: بني إسرائيل ، ( ونجعلهم أئمة) قادة في الخير يقتدى بهم. وقال قتادة: ولاة وملوكا ، دليله: قوله - عز وجل -: " وجعلكم ملوكا " ( المائدة - 20). وقال مجاهد: دعاة إلى الخير. ( ونجعلهم الوارثين) يعني: أملاك فرعون وقومه يخلفونهم في مساكنهم.