مٍن اختيارات أ. د. نادية حجازي نعمان واحد بيسأل صاحبه إنت مش خايف وإنت بتدي الفلوس كتير للفقراء إن الأزمة تطول.. وأنت يمكن تحتاج لهذه الفلوس.. ؟ توقعت أنه يكون الرد: ما نقص مال من صدقة ولكنه قال له: المنفقون كالشهداء لكن الإجابة كانت جديدة.. فقال بكل ثقة: المُنفقون كـالشهداء.. "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". فقمت وبحثت في القرآن الكريم عن صحة هذا الكلام. وجدت أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون جاءت فعلا في حق الشهداء والمُنفقين.. جاءت مرتين في حق المُنفقين في سورة البقرة.. في الآية 274 "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". والآية 262 "ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ "وجاءت في حق الشهداء في الآية 170 من سورة آل عمران "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
وهؤلاءِ المتقونَ قد ذَكَرَهُم اللهُ -جلَّ وعلا- في كثيرٍ من الآياتِ بأنَّهم لا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزنُون، ومن ذلك: إخبارُه تعالى أنَّ المؤمنينَ من هذهِ الأمةِ، واليهودَ والنصارى، والصابئينَ مَنَ آمنَ منهمْ باللهِ واليومِ الآخرِ، وصدَّقوا رسلَهم، وعمِلوا صالحًا أنَّ لهم الأجرَ العظيمَ، والأمنَ التَّامَ يومَ القيامةِ؛ كما في قولِه جلَّ وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 62]. وذَكَرهمَ اللهُ -جلَّ وعلا-، وأنَّهم مَمَّنْ أخَلصَ لهُ في أعمالِه، متوجهًا إليهِ بقلبِه وجوارحِه، فأولئكَ هُمْ أهلُ جنَّتِه ورضوانِه في قولِه تعالى: ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون) [البقرة: 112]. وأخبرَ تعالى عنهم وذَكَرَ أعمالَهم وأوصافَهم، وثوابَهم فيما يستقبلونَه مما أمامَهم من المخاوفِ والأهوالِ على ما أسلفُوا من صالحِ الأعمالِ، وأنَّه تعالى أثَبَتَ لهم الأمنَ والفرحَ في أمرِ الأولى والآخرة، كما في قولهِ جلَّ وعلا: ( أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) [يونس: 63].