تفسير ابن كثير لسورة (النصر) - منتديات كرم نت

نشرت الصحف الروسية كاريكاتيراً يصور أوروبا بامرأة عجوز فى حالة ضعف وهزال وأمريكا تغذيها بالمحاليل هى والاتحاد الأوروبى، غضب الرئيس الفرنسى ماكرون من الكاريكاتير، وأدان الصحافة الروسية، وأمر بمنع مثل هذه الكاريكاتيرات، فذكّرته روسيا بمقولته الشهيرة رداً على غضب ملايين المسلمين الذين اعترضوا على رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، فى صحيفة شارل إيبدو: «هذه حرية رأى»، وليست إساءة للنبى محمد. كرامة قارة أوروبا أعظم وأسمى وأغلى عند «ماكرون» وأمثاله من كرامة الأنبياء والرسل، حينما يُساء للأنبياء عامة أو نبى الإسلام خاصة فهذه حرية رأى، وطبعاً المسلمون أعداء الحريات وسدنة الديكتاتورية، والغرب هم سدنة الحريات والديمقراطية. أجمل كلمة قرأتها لعلماء الإسلام القدامى «التوبة وظيفة العمر»، وهى الوظيفة الوحيدة مع عبودية الله التى تلازم السائر إلى الله من بدايته إلى نهايته، وفى وقت طاعته وكذلك معاصيه، ولا يستغنى عنها السائر إلى الله مهما كان صلاحه، فقد خوطب بها النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو فى نهاية عمره: «لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ»، وأمر الله نبيه بالتوبة والاستغفار فى آخر عمره: «فسبح بحمد ربك واستغفره»، رغم عدم اقترافه للذنوب وعصمته منها.

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا | تفسير ابن كثير | النصر 3

وقال عكرمة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها. وقال مقاتل: لما نزلت قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، ومنهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص، ففرحوا واستبشروا، وبكى العباس؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك يا عم؟) قال: نعيت إليك نفسك. قال: (إنه لكما تقول)؛ فعاش بعدها ستين يوما، ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا. وقيل: نزلت في منى بعد أيام التشريق، حجة الوداع، فبكى عمر والعباس، فقيل لهما: إن هذا يوم فرح، فقالا: بل فيه نعي النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صدقتما، نعيت إليّ نفسي). "" وفي البخاري وغيره عن ابن عباس"" قال: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر، ويأذن لي معهم. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا | تفسير ابن كثير | النصر 3. قال: فوجد بعضهم من ذلك، فقالوا: يأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله فقال لهم عمر: إنه من قد علمتم. قال: فأذن لهم ذات يوم، وأذن لي معهم، فسألهم عن هذه السورة {إذا جاء نصر الله والفتح} فقالوا: أمر الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم إذا فتح عليه أن يستغفره، وأن يتوب إليه. فقال: ما تقول يا ابن عباس؟ قلت: ليس كذلك، ولكن أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم حضور أجله، فقال {إذا جاء نصر الله والفتح}، فذلك علامة موتك.

منتدى جامع الائمة الثقافي - أرجو منكم قراءة سورة النصر الى اخوانكم البحرينين

إنه كان ذا رجوع لعبده, المطيع إلى ما يحب. والهاء من قوله « إنه » من ذكر الله عز وجلّ. آخر تفسير سورة النصر

القران الكريم |وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا

قالَ عُمَرُ: ما أعْلَمُ مِنْها إلَّا ما تَعْلَمُ" [٢] ، وهذا الحديث يبين إن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة، والله أعلم.

طفلان يدقان الباب - الوطن

[٤] وأمَّا مقاصد سورة النصر فيما تبقَّى من السورة، فيقول الله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [٥] ، يقول الطبري في تفسير هذه الآية: "فإن قيل: فماذا يغفر للنَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتَّى يؤمر بالاستغفار؟ فقيل: كَانَ النَّبِيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقول في دعائه: ربِّ اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنتَ أعلم به منِّي، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي، وجهلي، وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنتَ المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، إنَّك على كلِّ شيء قدير" [٦] ، والله أعلم. [٤] أمَّا في قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [٧] ، في هذه الآية الكريمة فعل أمر بالتسبيح والثناء والذكر، وطلب المغفرة، وفيها تأكيد على أنَّ الله -سبحانه وتعالى- توَّاب رحيم، ومعنى هذه الآية يتقاطع مع قوله تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [٨] ، وهذه الآية أيضًا ترتبط بالآيتين السابقتين، فالتسبيح والحمد شكر لله تعالى على نصره الذي وعدَ المسلمين به، والله تعالى أعلم.

روى البخاري، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) يتأول القرآن ""أخرجه البخاري وبقية الجماعة إلا الترمذي""، وقالت عائشة: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول: (سبحان اللّه وبحمده أستغفر اللّه وأتوب إليه)، وقال: (إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أُمتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان تواباً، فقد رأيتها { إذا جاء نصر اللّه والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً. فسِّبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}) ""أخرجه أحمد ورواه مسلم بنحوه""، والمراد بالفتح ههنا فتح مكة قولاً واحداً، فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح اللّه عليه مكة دخلوا في دين اللّه أفواجاً، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيماناً ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام وللّه الحمد والمنة، وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي ""أخرجه البخاري""، الحديث.

أم الوفـا 28-03-2011 10:27 AM بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{3} صدق الله العلي العظيم الله يسر أمركم وينصركم على القوم الظالمين ببركة الصلاة على محمد وآل محمد