لا يذهب العرف بين الله والناس

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس هكذا قال الشاعر الحطيئة -رحمه الله- ولو لم يكن منه سوى هذا البيت -عفا الله عنه- لكفى. ولست بصدد الحديث عن الشاعر، ولا عن شعره، إنما الشاهد ما جاء في بيته المذكور عاليه؛ فقد صدق؛ فإن من يفعل الخير لن يعدم الجزاء على عمله من الله سبحانه تعالى، ثم من الناس المنصفين. أتذكر هذا البيت، وأدعو بالمغفرة والرحمة للشيخ محمد بن عبدالله المانع -رحمه الله- مدير تعليم شقراء السابق. وقد سمعت هذا الدعاء يتكرر في مجلس الأسرة العُمرية مرات كثيرة؛ فما ذكرت شقراء إلا ويرد اسمه، ولا ترد بعض القصص في الشهامة والمروءة وبعض قصص الوفيات إلا ويُستشهد بكرمه وشهامته ومروءته. فما سر هذا الدعاء والذكر الحسن؟! القاعدة الثالثة: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) | موقع المسلم. في تاريخ 18-7-1401هـ تُوفِّي الأستاذ سليمان بن محمد العلي العمري -رحمه الله- وهو من أبناء العمومة الذين يسكنون محافظة الرس إثر حادث مروري، وقع له قرب ساجر، وكان في طريقه لمدينة الرياض لرؤية ابنه (الوليد الوحيد) ماجد -حفظه الله-، وتوفي من جراء هذا الحادث في مستشفى شقراء الذي نُقل إليه في بداية الحادث من ساجر. حضر مجموعة كبيرة من أفراد الأسرة وبعض الأنساب إلى شقراء، وهم قرابة العشرين رجلاً، لإتمام إجراءات تجهيز الجنازة، والصلاة عليها، ودفنها في شقراء، وهم غرباء عن البلدة.

  1. القاعدة الثالثة: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) | موقع المسلم
  2. شبكة شعر - الحطيئة - مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

القاعدة الثالثة: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) | موقع المسلم

جمع رجل الدِّين محمد حرز الدِّين(ت: 1945) ما تمكنه مِن المراقد في كتاب، صدر بمجلدين، «مراقد المعارف»(1969و1971)، وبعد عقود أصدر عباس شَمس الدِّين- وهو مِن الوسط الدِّيني، مثله مثل الصَّرخيِّ، كان على صلة بمحمد محمد صادق الصَّدر(اغتيل: 1999) وخارج التَّيار الصَّدريّ الممثل بمقتدى الصَّدر- كتاب «المراقد المزيفة في العِراق»(بغداد 2018)، ذَكر بين المزيفات مراقد بنات الحسن، وأولاد موسى الكاظم، وغيرها «يملأنَ عرضاً في العِراق وطولاً». أشار إلى تزايد المراقد بإيران، مِن ألف وخمسمائة إلى عشرة آلاف وسبعمائة مرقد بعد الثَّورة. أما المرجعيات الدِّينية، والحكم بإيران، فالتزموا «دع النَّاس على غفلاتهم»(المراقد المزيقة). شبكة شعر - الحطيئة - مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ. تلك الغفلات مطلوبة للهيمنة، الدِّينيَّة والسِّياسيَّة. نجد في الكتابين أعاجيب في ظهور المراقد والأضرحة والمقامات، حتَّى وصلت الرَّثاثة إلى تجمع أصحاب عمائم مِن حزب «ولاية الفقيه» حول موضعٍ بصفوان، جنوب البَصْرة، لتشييد بناء على ما يعتقد أَسبغ الخميني الوضوء فيه(ت: 1989)! تحول الأمر، مِن المصالح والمناكفات، جهة تُشيد المرقد وأخرى تدعو تهدمه، إلى انهيار عقلي جماعيّ، والمصلحة بشدّ الرِّحال إلى ما عُرف بالسّياحة الدِّينيَّة.

شبكة شعر - الحطيئة - مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

تغمَّد الله الشيخ محمد بن عبدالله المانع بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وبارك في عقبه، وجعل ما قدَّمه في ميزان حسناته.

وهذا ما حدث، فقد قام النبيل بإرساله إلى مدرسة مستشفى (سانت ميري) الطبية في لندن للدراسة. وفي عام 1929 كان ذلك الصبي هو الذي أصبح فيما بعد سير ألكسندر فليمنغ (1881 - 1955) مكتشف البنسلين، وقد عرفته البشرية على الإطلاق، ويعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية، كما حصل على جائزة نوبل في عام 1945. لم تنتهِ القصة بعد، فحين مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي، كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته، فذاك الصبي ابن الرجل الثري الذي أنقذ فليمنغ الأب حياته مرة، وأنقذ الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين، هو الذي أصبح رجلاً شهيراً للغاية ويدعى (اللورد ونستون تشرشل)، الذي كان أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور، وهو الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945). ومثلما بدأت هذه الحادثة ذات الدلالة الإنسانية ببيت من الشعر، اسمحوا لي أيضاً أن أختمها ببيت شعر آخر له نفس الدلالة: ازرع جميلاً ولو في غير موضعه/ فلا يضيع جميل أينما زرعا