وقيل: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } أي وإن إحياء عيسى الموتى دليل على الساعة وبعث الموتى؛ قال ابن إسحاق. قلت: ويحتمل أن يكون المعنى { وَإِنَّهُ} وإن محمدًا صلى الله عليه وسلم لعلم للساعة؛ بدليل قوله عليه السلام: « بعثت أنا والساعة كهاتين » وضم السبابة والوسطى؛ [أخرجه البخاري ومسلم]، وقال الحسن: أول أشراطها محمد صلى الله عليه وسلم. { فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا} فلا تشكون فيها؛ يعني في الساعة؛ قاله يحيى بن سلام. وقال السدي: فلا تكذبون بها، ولا تجادلون فيها فإنها كائنة لا محالة. تحميل كتاب الأسس والمنطلقات ( كتاب يحلل غوامض علامات الساعة). { وَاتَّبِعُونِ} أي في التوحيد وفيما أبلغكم عن الله. { هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي طريق قويم إلى الله، أي إلى جنته. تفسير الطبري للآية " وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها " القول في تأويل قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله: { وَإِنَّهُ} وما المعني بها ومن ذكر ما هي ، فقال بعضهم: هي من ذكر عيسى وهي عائدة عليه. وقالوا: معنى الكلام وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة، لأن ظهوره من أشراطها ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا، وإقبال الآخرة.
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) قوله تعالى: وإنه لعلم للساعة قال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير: يريد القرآن; لأنه يدل على قرب مجيء الساعة ، أو به تعلم الساعة وأهوالها وأحوالها. وقال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة أيضا: إنه خروج عيسى - عليه السلام - ، وذلك من أعلام الساعة. لأن الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة ، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة. وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك ( وإنه لعلم للساعة) ( بفتح العين واللام) أي: أمارة. وقد روي عن عكرمة ( وإنه للعلم) ( بلامين) وذلك خلاف للمصاحف. كتاب النفس والجسد والروح وانه لعلم للساعة متممة الكتاب إبراهيم البلتاجي PDF – المكتبة نت لـ تحميل كتب PDF. وعن عبد الله بن مسعود. قال: لما كان ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا الساعة فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم ، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم ، فرد الحديث إلى عيسى ابن مريم قال: قد عهد إلي فيما دون وجبتها فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله - عز وجل - ، فذكر خروج الدجال - قال: فأنزل فأقتله. وذكر الحديث ، خرجه ابن ماجه في سننه.
وما هُنّ ؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السُّود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان ـ الحديث(24). وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه سئل عن الآية الكريمة، فقال: نَزَلَت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم، يُنادى باسمه من السماء(25). وروي عن أبي حمزة الثُّمالي أنّه ذكر هذه الآية فقال: بَلَغَنا ـ واللهُ أعلم ـ أنّها صوتٌ يُسمَع من السماء في النصف من شهر رمضان، وتخرج له العواتق من البيوت(26). 11ـ قوله تعالى: ونُريدُ أن نَمُنَّ علَى الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونَجعَلَهُم أئمّةً ونَجَعَلَهُمُ الوارثين (27)، روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ الله تعالى لم يَبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جَعَل له اثنيَ عشر نقيباً ( ثمّ ذكر أسماء الأئمّة عليهم السّلام، إلى أن قال:) ثمّ ابنُه محمّد بن الحسن المهديّ القائم بأمر الله.. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزخرف - الآية 61. وذلك تأويل الآية ونُريدُ أن نَمنّ على الذينَ استُضعِفوا ـ الآية (28). وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: لَتعطِفَنَّ علينا الدنيا بعد شِماسها، عَطْفَ الضَّروسِ على وَلَدِها.. ثمّ قرأ الآية(29). 12ـ قوله تعالى: وإنّه لَعِلْمٌ للساعةِ فلا تَمْتَرُنّ بها واتَّبِعُونِ هذا صراطٌ مستقيم (30)، روي عن مقاتل بن سليمان أنّه قال في تفسير الآية: هو المهديّ عليه السّلام يكون في آخر الزمان، وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها(31).
وسَبَبُ كثرَتِه نُزولُ البَرَكاتِ وتَوالي الخَيراتِ بسَبَبِ العَدْلِ وعَدَمِ الظُّلمِ، وحينَئِذٍ تُخرِجُ الأرضُ كُنوزَها وتَقِلُّ الرَّغَباتُ في اقتِناءِ الْمالِ لعِلمِهم بقُربِ السَّاعةِ. قَولُه: ((حَتَّى تَكونَ السَّجدةُ الواحِدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها)) أي: إنَّهم حينَئِذٍ لا يَتَقَرَّبونَ إلى الله إلَّا بالعِبادةِ لا بالتَّصَدُّقِ بالمالِ، وقيلَ: مَعناه أنَّ النَّاسَ يَرغَبونَ عَنِ الدُّنيا حَتَّى تَكونَ السَّجدةُ الواحِدةُ أحَبَّ إليهم مِنَ الدُّنيا وما فيها) [2776] يُنظر: ((فتح الباري)) (6/ 491).. انظر أيضا: الْمَطْلَبُ الثَّاني: مَوضِعُ نُزولِه. المَطلَبُ الثَّالِثُ: صِفةُ نُزولِه. الْمَطْلَبُ الرَّابِعُ: أوَّلُ أعمالِه بَعدَ نُزولِه. الْمَطْلَبُ الخامِسُ: طَبيعةُ الحَياةِ في عَهدِ عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
قال الماوردي: وحكى ابن عيسى عن قوم أنهم قالوا إذا نزل عيسى رفع التكليف لئلا يكون رسولًا إلى ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم. وهذا قول مردود لثلاثة أمور؛ منها الحديث، ولأن بقاء الدنيا يقتضي التكليف فيها، ولأنه ينزل آمرا بمعروف وناهيا عن منكر. وليس يستنكر أن يكون أمر الله تعالى له مقصورا على تأييد الإسلام والأمر به والدعاء إليه. قلت: ثبت في صحيح مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لينزلن عيسى بن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ». وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كيف أنتم إذا نزل، ابن مريم فيكم وإمامكم منكم » وفي رواية « فأمكم منكم » قال ابن أبي ذئب: تدري « ما أمكم منكم » ؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. قال علماؤنا رحمة الله عليهم: فهذا نص على أنه ينزل مجددا لدين النبي صلى الله عليه وسلم للذي درس منه، لا بشرع مبتدأ والتكليف باق؛ على ما بيناه هنا وفي كتاب التذكرة.
19ـ تفسير مجمع البيان 66:4. تأويل الآيات، لشرف الدين 332:1 حديث 22. ينابيع المودّة، للقندوزي، الباب 71. 20ـ النور: 55. 21ـ كفاية الأثر، للخزّاز 56. 22ـ الغيبة، للنعماني 240 حديث 35. ينابيع المودّة، الباب 71. 23ـ الشعراء: 4. 24ـ عقد الدرر، للشافعي السلمي 104، الباب 4، الفصل 3. تأويل الآيات، لشرف الدين 387:1 حديث 4. 25ـ تأويل الآيات 386:1 حديث 2. المحجّة، للبحراني 159. 26ـ عقد الدرر 101، الباب 4، الفصل 3. تفسير مجمع البيان 184:4. 27ـ القصص: 5. 28ـ دلائل الإمامة، للطبري 237. 29ـ شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 29:19، الحكمة 205. شواهد التنزيل، للحسكانيّ 431:1 حديث 590. 30ـ الزخرف: 61. 31ـ البيان، للگنجي الشافعي، الباب 25. الفصول المهمة، لابن الصبّاغ 300. الصواعق المحرقة. لابن حجر 162. 32ـ مسند أحمد 317:1. تفسير الكشّاف، للزمخشري 260:4. تفسير ابن كثير 142:4.