تفسير سوره الهمزه للشعراوي

(3) (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) قال مقاتل: إلا الأبواب أطبقت عليهم، ثم شدّت بأوتاد من حديد، فلا يفتح عليهم باب، ولا يدخل عليهم روح ا هـ. والمراد بذلك تصوير شدة إطباق النار على هؤلاء وإحكامها عليهم، والمبالغة في ذلك ليودع في قلوبهم اليأس من الخلاص منها. تفسير سوره الهمزه للشعراوي. وعلينا أن نؤمن بذلك ولا نبحث عن كون العمد من نار أو حديد ولا في أنها تمتد طولا أو عرضا، ولا في أنها مشبهة لعمد الدنيا، بل نكل أمر ذلك إلى الله، لأن شأن الآخرة غير شأن الدنيا، ولم يأتنا خبر من الرسول ﷺ يبين ذلك، فالكلام فيه قول بلا علم، وافتراء على الله الكذب. نسأل الله أن يحفظنا من غضبه، ويقينا شر النار الموصدة، بمنه وكرمه.

تفسير سوره الهمزه للشعراوي

ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن قتادة, في قراءة عبد الله: « إنها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٍ بِعَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ». آخرون: بل معنى ذلك: إنما دخلوا في عمد, ثم مدت عليهم تلك العمد بعماد. محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس ( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) قال: أدخلهم في عمد, فمدت عليهم بعماد, وفي أعناقهم السلاسل, فسدّت بها الأبواب. تفسير سورة الهمزة للأطفال رياض الجنة. يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( فِي عَمَدٍ) من حديد مغلولين فيها, وتلك العمد من نار قد احترقت من النار, فهي من نار ( مُمَدَّدَةٍ) لهم. آخرون: هي عمد يعذّبون بها. بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) كُنَّا نحدَّث أنها عمد يعذّبون بها في النار, قال بشر: قال يزيد: في قراءة قتادة: ( عَمَدٍ). ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة ( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) قال: عمود يعذبون به في النار. وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: معناه: أنهم يعذّبون بعمد في النار, والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها, ولم يأتنا خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها, ولا وضع لنا عليها دليل, فندرك به صفة ذلك, فلا قول فيه, غير الذي قلنا يصحّ عندنا, والله أعلم.

[٤] ذكر مواصفات النار والترهيب منها قال -تعالى-: {كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} [٥] أي إنّ ماله هذا لن ينفعه، وسيُلقى في الحُطمة وهي نار جهنّم التي تحطّم كلّ من يدخل إليها وتدمّره. [٤] {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} [٦] أي إنّ هذه النار عظيمة جدًا، وفي هذا تخويف وترهيب لمن كان شأنه الهَمز وَاللَّمز وحبِّ المال؛ والحرص على جمعه بأي طريقة. [٧] {نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ} [٨] أي نار الله المشتعلة، وهو وصف للحُطمة. [٧] {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [٩] أي تدخل إلى الجوف حتّى تصل إلى الأفئدة، والفؤاد يقع وسط القلب، وفي اطِّلاع النار عليه، وقربها منه، عذابٌ شديدٌ لا يحتمل، وسبب اطّلاعها هذا؛ أنّ القلوب هي مواطن العقائد الفاسدة، وقيل إنّ معنى اطّلاع النار على الأفئدة أي حرقها لها وهم أحياء، وقيل معناه: أكلها لجميع الجسد حتّى إذا وصلت إلى الفؤاد عادت مرّة أخرى للجسد -والعياذ بالله-. تفسير سورة الهمزة - موضوع. [٧] {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} [١٠] أي مُغلقة مُنطبقة. [١١] {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} [١٢] أي مُؤصدة ومُغلقة بعَمَدٍ مَمدود فلا سبيل للخروج. تعريف سورة الهمزة سورة الهمزة هي سورة مكيّة -أي نزلت في مكّة المكرمة قبل الهجرة- وقد نزلت بعد سورة القيامة، وعدد آياتها تسع آيات، وتقع هذه السورة بين سورتي العصر والفيل في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم.