ان مع العسر يسرا

د. حسين آل الشيخ مُلقياً خطبة الجمعة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د.
  1. ان مع العسر يسرا دعاء
  2. اية ان مع العسر يسرا

ان مع العسر يسرا دعاء

أيها المؤمنون لقد تابع الجميع فاجعة جدة وما حصل من الآثار والأضرار وهذا الحدث الكبير يحسن أن نقف عنده لنتأمل ونتدبر ونتفكر ونتعظ ونستلهم الدروس والعبر فنقول وبالله التوفيق: أولاً: قدر الله نافذ وأمره واقع لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهنا يطمئن قلب المؤمن الموحد وصدق الله العظيم: [قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ](التوبة الآية 51). ثانياً: المصائب والكوارث سبب للاتعاظ والتذكر والرجوع إلى الله قال تعالى: [فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ] (الأنعام الآية42). ثالثاً: ما حدث دليل على ضعف الإنسان وقلة حيلته وعظيم قدرة الله وخضوع الكون له أمره كن فيكون وهذا يتطلب افتقار العبد لربه وانطراحه بين يديه وطلب المعونة والتسديد فلا حول ولا قوة للناس إلا بالله وهذا أمر شاهده الجميع يموت الناس بين أيديهم ولا يستطيعون فعل شيء لأن قدر الله نافذ لا محالة وصدق الله العظيم: [إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ] (الحديد الآية 25) وقال تعالى: [وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً]( النساء الآية 28).

اية ان مع العسر يسرا

ديدن آل سعود وجميع ملوك المملكة العربية السعودية -طيب الله ثراهم-، أسسوا حكمهم على رد المظالم بصون الحقوق وإقامة العدل دون تفرقة بين أحد، فالكل أمام القضاء سواء، عادّين المواطن الأساس، والدولة تعمل على راحته وحفظ حقوقه وفقاً للدين الإسلامي الحنيف. جريدة الرياض | حياتنا جحيم لا يُطاق. وبدءاً من المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فلم يتوان في تلقي شكاوى مواطنيه، مهيباً بكل من كانت له مظلمة على كائن من كان، موظفاً أو غيره، كبيراً أو صغيراً، ثم يخفي مظلمته، فإنما إثمه على نفسه. وسبق أن قال في بيان صادر عن ديوانه: «لا أريد أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم أو استخلاص حق مهضوم». وقد أثر عنه في عهده أن وجه بوضع صندوق للشكايات على باب دار الحكومة مفتاحه لدى جلالته ليضع من لديه شكوى في هذا الصندوق، وليثق أنه لن يلحق المشتكي أي أذى، فعلم الناس أن باب العدل مفتوح للجميع على السواء وكلهم كبيرهم وصغيرهم أمامه واحد، حتى يبلغ الحق مستقره. وسار أبناؤه على هذا المنوال، فالملك سعود -رحمه الله- أثر عنه قوله: «القوي عندنا ضعيف حتى يؤخذ الحق منه»، أما الملك فيصل -رحمه الله- فقد قال: «إن الدين الإسلامي يدعو إلى الحق والعدل والمساواة وهذا ما يجب أن نتأسى به»، وقال الملك خالد - رحمه الله-: «نحن بحاجة إلى العودة إلى كتاب الله لتحكيمه فينا»، وأما الملك فهد -رحمه الله- فكان يقول: «مبدأ لا فرق بين حاكم ومحكوم والكل سواسية أمام الشرع»، والملك عبدالله -رحمه الله- قال: «اجعلوا شعبكم راضياً عنكم بالعدل والإنصاف والحق».

وطائفة رابعة وقفت موقف الشهامة والنجدة فتطوعوا لإنقاذ المصابين وجندوا أنفسهم لفعل ما يستطيعون وقد رأينا مشاهد تثلج الصدر وتدل على أن هذا المجتمع فيه الخير الكثير وخصوصاً من الصالحين الذين أثبتوا أنهم الأمناء في المواقف العصيبة. تاسعاً: هذا الحدث نستفيد منه أن الإنسان يبعث على ما مات عليه فهناك أناس غرقوا في المساجد وهناك آخرون في أعمالهم وهناك من ماتوا وهم على الطاعة والعبادة وهناك من مات وهو ينهب ويسرق ويفعل المعاصي وكل سيبعث على ما مات عليه. ان مع العسر يسرا artinya. عاشراً: لقد أثلج صدورنا وأفرحنا ذلك القرار الشجاع بتشكيل لجنة عليا لدراسة الأسباب لهذه الكارثة ومحاسبة المقصرين خلال السنوات الماضية وإذا كان خادم الحرمين الشريفين يرمي في هذا القرار إلى الإصلاح ويدفع سفينة المجتمع للعمل الجاد المثمر فإننا نلتمس من الجهات ذات العلاقة الإعلان أولاً بأول ليرتاح المصابون وتهدأ نفوس المنكوبين وتضمد جراح المكلومين وهذه اليد الحانية من المليك زاده الله توفيقاً وهدى وأمده بالصحة والعافية ليست بغريبة على قادة هذه البلاد فهم أهل الوفاء والشيم وهم أهل النجدة وبذل المعروف ولهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. أحد عشر: أًذكِّر نفسي وأخواني بأن كل كاتب سيبلى ويبقى الدهر ما كتبت يداه والناس ذهبوا مذاهب في تحليل هذه الأحداث وبالغوا مبالغات غريبة عجيبة ووظفها بعض الناس للانتصار لنفسه والتهجم على غيره ولكن الله جل وعلا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولذا علينا جميعاً أن نتقي الله ولا نظلم أحداً لم تثبت تهمته ونحن ننتظر ما تسفر عنه جهود اللجنة ونحمد الله أن الأمر بأيدٍ نثق بها ونطمئن إليها نسأل الله لهم التوفيق والإعانة وصدق الله العظيم: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ](المائدة الآية 2).