ا لخطبة الأولى ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْر) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. الدرر السنية. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون روى مسلم في صحيحه: ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ ». إخوة الإسلام إن سلعة الله غالية، إن سلعة الله هي الجنة، ولا يدخل الجنة إلا من أخلص قلبه لله ،وسار على منهج الله ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلك طريقه ، وسار على هديه. والجنة هي دار النعيم المقيم ، وهي دار الخلود ، فمن رزق الجنة ،فقد رزق كل شيء، ومن حُرم الجنة ،فهو المحروم ، والذي حُرم من كل شيء، واليوم إن شاء الله موعدنا مع هذا الحديث النبوي الشريف ، والذي يصف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة وطلابها ، فيقول صلى الله عليه وسلم: « يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ ».
-فهي معادلة كلما زاد التوكل زادت الكفاية والحماية... وكلما قل التوكل الحقيقي قلت الكفاية... وتخلف النصر... ووكلنا الله إلى أنفسنا وأعدائنا... فعلى عموم الأمة أن تعيد حساباتها في قضية التوكل. -وهذا المعنى جاء واضحا جليا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر بن الخطاب،فيما رواه الترمذي:" لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ". -فأزمة الأمة الحقيقية في حسن التوكل على الله عز وجل... وهو أمر في غاية الأهمية... فعلى الدعاة والأئمة، والمصلحين والمفكرين،أن يحيوا في الأمة معاني التوكل الحقيقية... مع الأخذ الأسباب الممكنة و المتاحة... لأننا لا نشك بحال في كفاية الله لعباده المؤمنين،وقد قال سبحانه:"أليس الله بكاف عبده". -وفي قراءة:"عباده"،فإذا تخلفت هذه الكفاية... فلابد أن نعيد حساباتنا في مسألة التوكل على الله سبحان في كل قضايانا... لأن التاريخ يؤكد أنه إذا تحقق التوكل كان النصر... وما يوم حمراء الأسد ببعيد: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ".
وثمة شيء آخر هو ضآلة هذه القلوب عند الطيور مما يفيد تواضع المؤمن أمام خالقه، فهي ضعيفة تكاد لا ترى لكونها صورة بعيدة كما أن هذه الصورة داخلية تدعو إلى التأمل في باطن الطيور لفهم رهافة الشعور العالية عند المؤمنين الخاشعين، مما جعلهم يطلقون بحرية في جنات النعيم في حركة آخذة في الامتداد في الفضاء الواسع الذي يثير هنا مشاعر الراحة والانبساط خصوصاً أن إطار هذا المشهد غير محدود لكونه مفهوماً غيبياً. والملاحظ أن ذكر الطيور والحيوانات في الحديث النبوي لم يقصد لذاته في التأثير الوجداني الفني، فليس ثمة مدح للناقة كما في الشعر بل استعين بها مثلاً في إبراز جمال التصوير. وانتزعت من الحيوان الصفات المناسبة لماهية الفكرة المجسمة وهذا يختلف عن الشعر الذي يهب فيه الشاعر في وصف ناقته أو فرسه مستجدياً عطف ممدوحه. ويمكن أن نقول إن صور الطيور والحيوانات في الحديث النبوي متنوعة بين كبيرة وصغيرة وأليفة ومتوحشة، وهي تمتلك قدرة رمزية مستمرة فالخيل ترمز إلى قدرة الأمة وحيويتها وبهذا لا تبطل الصورة عناصر إقليمية أو زمنية، بل هي تعمِّق البعد الإنساني العام والملاحظ أيضاً عدم تلاحم طرفي الصورة واضح في استخدام الحيوان إذ جاءت بوسيلة بلاغية واحدة هي التشبيه وثمة سببان لهذا، السبب الأول ديني هو عدم الخلط بين ماهيتي الإنسان والحيوان والاكتفاء بأوجه تقارب من خلال جزيئات بارزة.
ماذا حدث لعائلتي 44
بمموت التقليد اعع😂|ماذا حدث لعائلتي - YouTube